"معرض الكعبة المشرفة": رسومات وكتابات مئتي عام

"معرض الكعبة المشرفة": رسومات وكتابات مئتي عام

02 يونيو 2019
(ملصق المعرض)
+ الخط -
تعدّدت المعارض في السنوات الأخيرة التي تتناول تاريخ تشييد الكعبة في مكة المكرمة وقدسية المكان التي تعود إلى آلاف السنين، وكذلك تفاصيل بنائها ومكوّناتها، وكسوتها التي تجدّد مرتين كل عام، كما عرضت عشرات القطع والنقوش التي استبدلت عبر الزمن.

إلى جانب ذلك، توجد العديد من الأعمال لفناين من مختلف أنحاء العالم صوّرت موسم الحج في مختلف محطّاته، مبرزين الحشود التي تطوف حول المشعر الحرام، وبقية المناسك التي يتوحّد خلالها الحجاج في لباسهم وأفعالهم وهيئتهم.

في هذا السياق، يتواصل حتى بداية تشرين الأول/ أكتوبر المقبل في "مكتبة قطر الوطنية" في الدوحة معرض "الكعبة المشرفة" الذي افتتح في الأول من الشهر الماضي، ويتضمّن العديد من المخطوطات والوثائق والكتب القديمة المطبوعة، والرسومات والصور الفوتوغرافية.

وقد قام خبراء مركز الحفظ والصيانة في المكتبة برقمنة وترميم جميع المواد المعروضة من لوحات الخط العربي والمنمنمات والزخارف والرسومات المطبوعة والمخطوطات القرآنية، والتي تشكّل جانباً من مقتنيات المكتبة التراثية.

من المعرضتبين المواد المعروضة أن وظيفة شهادات الحج تجاوزت تسجيل الحج، فالمساجد والأضرحة والمشاهد المذكورة، ورسم القدس وكتابة أسماء الصحابة والأحداث والغزوات والفتوحات في بداية الإسلام، هي دليل على أن الغرض من هذه الشهادات كان أيضاً تقديم شهادة بصرية لتاريخ الإسلام وأبرز شخصياته وأحداثه، وكانت اللوحات المطبوعة تُعلق غالباً على البيوت والمساجد والمدارس كذكرى مرئية لشعائر الإسلام المقدسة.

كما يبرز المعرض كذلك كتابات غير المسلمين الذين زاروا مكة المكرمة ووصفوا الكعبة وطقوس الحج والعمرة بالتفصيل، ومن هذه الكتب "القصة الشخصية للحج إلى المدينة ومكة" (1855) لسير ريتشارد بيرتون، وهو واحد من أوائل المسيحيين الإنكليز الذين زاروا مكة في عام 1853، ويقدم في كتابه وصفاً دقياً للمشاعر المقدسة، بينما يحتوي كتاب "رحلتي إلى مكة" (هاتشيت للنشر، 1896) على صور فوتوغرافية التقطها المؤلف، جان جيرفيه كورتيلمو، وهو من أوائل الذين صوروا معالم مكة المكرمة.

من المواد البصرية النادرة التي يتضمنها المعرض صورة للكعبة يعتقد أنها أول صورة فوتوغرافية يلتقطها مصور عربي خلال زيارته لمكة في عام 1885، ومن القطع المعروضة جزء من ستارة باب الكعبة المعروف باسم "البرقع"، صُنع في مصر في عهد الملك فاروق الأول، وقفطان مصنوع من كسوة الكعبة في تركيا في القرن العشرين مُزخرف بآيات من القرآن حول الكعبة والبيت الحرام.

يحتوي المعرض حوالي 50 قطعة مختارة بعناية مثل "ترجمة معاني القرآن الكريم" (طبعت سنة 1734)، التي تعدّ من أقدم التراجم الأميركية أنجزها جورج سيل، وتحتوي على رسم تخطيطي للمسجد الحرام.

المساهمون