"الفنان والمشاركة": أنماط متعدّدة

"الفنان والمشاركة": أنماط متعدّدة

03 يونيو 2020
(عمل للفنان الروماني بول نياغو، من المعرض)
+ الخط -

هل تنتهي علاقة المتلقي بالعمل حال خروجه من قاعة العرض؟ سؤال أساسي حول نشأة تلك الصلة بين الفنان والجمهور بدأت تُطرح منذ عشرينيات القرن الماضي، لكنها اتخذت تنظيرات مختلفة بعد نحو أربعة عقود تضع العملية الفنية ضمن سياق فلسفي يحمل رسائله الاجتماعية ويطوّرها أبضاً.

"الفنان والمشاركة: اكتشف كيف عمل الفنانون العاملون بين الستينيات والتسعينيات على خلق مساحات جديدة للمشاركة" عنوان عرض افتراضي يحتضنه متحف "تيت مودرن" في لندن في تسع قاعات، ويشتمل على عشرات الأعمال الفردية والجماعية.

يشير بيان المنظّمين إلى أنه "في بعض الأحيان يتخذ العمل الفني شكل اقتراح لإجراء أو سجل حدث أو أداء سابق، وقد تتم الاستعانة بالمشاهدين لتفعيل عمل فني باستخدام أجسادهم، كما تشمل الأعمال الفنية المعروضة مزيجاً من ممارسات فردية أو أعمال مصممة يوجَّه المشاركون فيها من قبل فنان ونشاط سياسي".

عمل للفنانة الكندية تمارا هندرسونيُعرض في إحدى القاعات عمل للفنانتيْن البرازيليتين ليغيا كلارك (1920-1988) وهيليو أويتيكا (1937-1980) اللتين أسّستا "مجموعة فرنتي" خلال خمسينيات القرن الماضي مع مجموعة من الفنانين الذين نزعوا إلى التجريد الهندسي، حيث ارتبطوا بنصوص لشعراء، وقامتا بدراسة معاني الكلمات وأشكالها المادية وترتيبها في الفضاء.

استمرت كلارك وأويتيكا في تطوير مناهج أكثر تجريبية للفن، وفي أواخر الخمسينيات كانا قادة حركة الكونكريت الجديد التي رفضت فكرة أن العمل الفني شيء معزول، ورأته طرفاً في علاقة أكثر تعقيداً مع المشاهد ومحيطه، وابتكرتا بعد ذلك أشكالًا فنية جديدة جذرية تم تصميمها لتمكين المشاهدين من خلال تحويلهم إلى مشاركين في العمل.

في قاعة أخرى، يُعرض عمل للفنان الألماني سيلكي أوتو-كناب يستخدم فيه تقنيات متعددة في الرسم ومنها ألوان مائية غير عادية، حيث طوّر أسلوباً خاصاً عبر طلاء القماش بأصباغ مائية يحرّكها على سطحه حتى تتراكم طبقات فوق بعضها بعضاً، ضمن أكثر من سلسلة قدّمها حول رقص الباليه والرقص الحديث لتجارب عدة مثل "باليه روس" عام 1923 للمؤلف الروسي إيغور سترافينسكي، ومصمم الرقصات الأميركي إيفون رينر.

إلى جانب ذلك، تحضر أعمال الفنان الروماني بول نياغو (1938 -2004) الذين كان يبتكر أسيالب متعددة لدعوة الجمهور للمشاركة في منحوتاته وعروضه، حيث الحركة والأداء مركز فنه، بحسب تعبيره، فاستخدم جسده في عمله "طقوس" الذي تضمّن صناديق تنقل وتفتح وتغلق.

وتشارك الفنانة الكندية تمارا هندرسون (1982) بعملٍ تركيبي تستخدم فيه وسائط متعددة كالرسم والنحت والمنسوجات والفيديو، تستكشف من خلاله مواضيع مثل الطقوس والتغير الموسمي والتحولات والبيئة والأساطير، وعلاقتها بالأحلام وحالات الوعي المختلفة.

المساهمون