هدى قساطلي.. معمار طرابلس وناسها

هدى قساطلي.. معمار طرابلس وناسها

26 يونيو 2020
(من المعرض)
+ الخط -

تركّز الباحثة والفنانة الفوتوغرافية اللبنانية هدى قساطلي في جميع أعمالها على ذاكرة المكان الذي تتقصّاه في اتجاهين أساسين؛ الإرث الثقافي والمعماري الذي تمّ محوه على مدى الخمسين سنة الماضية في لبنان، وتراث الأماكن التي طرد منها اللاجئون أو نزحوا عنها.

"طرابلس الشرق، المدينة التعدّدية" عنوان معرضها الافتراضي الذي افتتح مساء أول أمس على منصّات "غاليري أليس مغبغب" في بيروت، ويتواصل حتى الثلاثين من الشهر المقبل ضمن سلسلة "365 صورة فوتوغرافية"، حيث تضيء على معالم المدينة المعمارية، والمهارات، والفنون الحرفية الحيّة، والنكهات المتعدّدة الخاصّة بها.

يضمّ المعرض واحداً وأربعين عملاً التُقطت بين عاميْ 1990 و2020، جزء منها مخصص لعدد من الأبنية بطرز قديمة التي يظهر عليها الإهمال الرسمي خاصة ما بعد الحرب الأهلية (ما تسمّى سنوات إعادة الإعمار)، فـ"المشاريع السياحية القليلة المصمّمة لجذب الزوار إلى المناطق التاريخية بالكاد تخفي الكارثة الاجتماعية والحضرية والاقتصادية والبشرية للضواحي" بحسب بيان المنظّمين.

الجزء الثاني مخصّص للحرف الحية منها صناعة الفخّار، والحياكة، والتنجيد، والحدادة، وصناعة الكراسي والأدوات الخشبية، بينما يشتمل الجزء الثالث على محلّات الحبوب والأسماك والعطارة والمخللات والبلح والنارغيلة (الشيشة) والباعة المتجوّلين.

من المعرض

ويقدّم المعرض أفلاماً وثائقية تعرض السبت والأحد المقبلين بالشراكة مع "مهرجان بيروت للأفلام الفنّية الوثائقية" BAFF، وهي "حبّ وحرب فوق السطح" (2015) لـ سامر غريّب، الذي يتناول إنهاء الصراع بين المقاتلين في جبل محسن وباب التبّانة، وهما حيّان من أحياء طرابلس، مستعرضاً قصّة أولئك المقاتلين، ألدّ الأعداء، وقد تحوّلوا إلى ممثّلين ثمّ أصبحوا فيما بعد أصدقاء.

"أنا ضجِر. ألستَ ضجرًا؟" 2018) عنوان فيلم فراس حلّاق الذي يسلّط الصوء من خلال منحوتة ماريو سابا التذكارية "الإعصار" لصاحبها الفنّان الطرابلسي (1962 – 2011) وأعماله التي تضمنت لوحات متعددة الرموز والألوان وأشكالاً هندسية تجريدية.

ويستعيد فيلم "نيماير للأبد" (2018) لـ نيكولا خوري معرض طرابلس الدولي "المدينة الشبح" المكوّنة من مليون متر مربّع، ومئة ألف متر مربّع من الإنشاءات التي لم تبلغ أبدًا الهدف الذي من أجله أقيمت. هذا المعرض، الذي قام بتصميمه في ستّينيات القرن الماضي المعماري البرازيلي أوسكار نيماير، يقبع اليوم مغموراً بشعور هدوءٍ غريب، بل مقلق أحيانًا يخفي بين طيّاته ذكريات مريرة، وتُنظم أيضاً طاولة مستديرة حول المعرض سيتم الإعلان عن تاريخها قريباً.

يُذكر أن سلسلة "365 صورة فوتوغرافية"، تستكملها الفنانة بمعرضين الأول "أشجار مقدسة، أشجار منتهكة" ينطلق في أيلول/ سبتمبر ويتواصل حتى نهاية تشرين الأول/ أكتوبر، والثاني "بيروت، أيقونات الغياب" ينطلق في تشرين الثاني/ نوفمبر ويستمر حتى نهاية العام.

المساهمون