"فرانكفورت" في موعده: ماذا عن معارضنا؟

"فرانكفورت" في موعده: ماذا عن معارضنا؟

02 يونيو 2020
من معرض فرانكفورت في دورة سابقة
+ الخط -


منذ أيام، أعلنت إدارة "معرض فرانكفورت للكتاب" أنه سيُقام في موعده السنوي بشكل اعتيادي، أي في الأسبوع الثاني من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، وبمشاركة 300 ألف كتاب، وهو ما يُعدّ إعلاناً شبه رسمي لعودة الحياة الثقافية في ألمانيا وفي العالم بشكل عام، حيث أن المعرض يعدّ أحد أهم المناسبات السنوية المتعلقة بصناعة الكتاب.

لكن المشهد ليس وردياً بالكامل، فلن تكون نسخة 2020 مثل سابقاتها، حيث أن إجراءات التباعد ستفرض الكثير من المتغيّرات أبرزها ضرورة تقليص عدد الحضور في وقت واحد، وهو ما سينعكس على مجموعة الفعاليات الثقافية التي تُقدَّم بالتوازي مع المعرض، ومن المتوقع بالتالي ألا يحافظ المعرض على رقمه الضخم بتنظيم قرابة أربعة آلاف فعالية في خمسة أيام.

وإلى جانب ذلك، قد لا يجد المنظمون إمكانية لاستقبال كل الوفود التي تودّ المشاركة، ومنها مشاركات رسمية من بلدان ربما تقدّم السلطات الألمانية تحفظات بخصوص حضورها بسبب تواصل انتشار الفيروس فيها أو أن نظام التثبت من حالات الإصابة لا يمكن الوثوق فيه، وهو التصنيف الذي تضعه البلدان الأوروبية لأغلب مناطق "جنوب العالم".

الإعلان المبكّر عن "معرض فرانكفورت" يراه البعض جزءاً من عقلية تقديس الرزنامة التي عُرفت بها هذه التظاهرة السنوية. لكن يمكن أن نلاحظ أن معظم معارض الكتب التي تُنظّم بعد صيف 2020 قد فضّل منظموها التريّث في قرار إلغائها أو تأجيلها، أو حتى تأكيد تنظيمها. وقد أشارت الكثير من التقارير إلى أن معارض الشهور الأولى لعودة الحياة الطبيعية إلى عالم الثقافة قد تستفيد من قيمة تسويقية أكبر نظراً لحالة "التصحّر الثقافي" الذي عاشته المجتمعات الأوروبية خلال أشهر بسبب الوباء.

هذه القراءات الاستشرافية لن نجد أثرها في العالم العربي، إذ يغيب إلى الآن عن التداول ما تقرّر بخصوص معارض الكتب فيما عدا بعض التواريخ التي وُضعت حين تأجّلت المعارض من شهور آذار/ مارس ونيسان/ إبريل وأيار/ مايو، ومنها معرض تونس الذي انتقل من إبريل إلى تشرين الثاني/ نوفمبر بشكل رسمي، ولم يحدث أي تأكيد على ذلك لاحقاً.

توفير أو غياب المعلومات بتأكيد إلغاء أو بتأكيد تنظيم معرض قد تبدو مسألة هيّنة وبسيطة للوهلة الأولى، غير أنها ليست كذلك في عالم النشر، فبدون مخططات بعيدة المدى ومرنة مع الوقائع في نفس الوقت، من الصعب الحديث عن بيئة ثقافية مزدهرة. ولعلنا هنا نقع على بعض إشكاليات منظومة النشر في بلادنا العربية.

المساهمون