عودة صالات العرض الصينية: تأمّل حالة الطوارئ

عودة صالات العرض الصينية: تأمّل حالة الطوارئ

25 مايو 2020
هسو شيا وي/ الصين
+ الخط -
توقّفت الدوائر الرسمية في العاصمة الصينية عن تصنيف انتشار "كوفيد-19" في البلاد اليوم بأنه حالة طوارئ، وبدأت خلال الشهر الجاري بالتخفيف قليلاً من الإجراءات المشدّدة في الحركة والتنقّل، ومع نهاية أيار/مايو يعاد فتح المتاحف وصالات العرض وإن كان بحذر.

ومنذ أن أعلنت الصين عن تخفيف الإجراءات، جرى الإعلان عن عشرة معارض، افتتحت حالياً، وسوف تتابع المعارض الأخرى خلال الشهر المقبل، وسط إجراءات تفتيش مشدّدة وفحص حرارة، والتزام بارتداء الكمامة والقفازات.

معارض فنية مختلفة وغير ربحية ودخول مجاني إلى المتاحف، وعودة الحياة شيئاً فشيئاً إلى "حي الفنون 798" الشهير في العاصمة الصينية، ورغم أن خبر التخفيف هذا يبدو بعيداً جغرافياً لكنه يبعث على التفاؤل، خاصّة أنه يأتي من البلاد التي عرفت المكان الأول للفيروس في ووهان، ومنها انتشر إلى العالم بأكمله، ما جعل فكرة حدود الجغرافيا نفسها تبدو مصطنعة.

من معرض التأمل في حالة طوارئينتظر العالم بأكمله لحظة فتح الأسواق والمتاحف والمعارض، وعودة الناس إلى حياتها الطبيعية، وربما ستختلف هذه اللحظة من بلد ٍإلى آخر، لكن الكل ينتظر الخروج من الفجوة السوداء التي سقط فيها العالم، وتبدو كأنها لحظة الخروج من كابوس فظيع من الديستوبيا.

من أبرز المعارض التي افتتحت بها المدينة حالة الإقفال هذه، "فارغ/ غير فارغ" في "غاليري أورس مايل" وهو لرسام المناظر الطبيعية الصيني كي شيهوا الذي يشتهر بـ "لوحاته البيضاء" التي تبدو لوحات أحادية اللون تكشف عن مناظر طبيعية دقيقة تظهر في ظلال باهتة. يعتمد كي كما يقول في بيانه على إظهار أن "كلّ كائن وكون مخبأ وغير مخبأ في لوحاته"، ويجمع المعرض اللوحات الزيتية والأعمال الورقية خلال السنوات الـ 25 الماضية من تجربة شيهوا.

أما الفنان تانغ يونغ شيانغ فيعود إلى العرض بـ 11 لوحة رسمها خلال فترة الحجر، وعنوانها "الشكل" في غاليري "ماجيشان سبيس"، وتم إنتاج كلّ منها باستخدام أسلوبه المميز في إعادة إنشاء صور ثنائية الأبعاد من الصور الفوتوغرافية التي تم التقاطها على هاتفه.

أما "معرض طوكيو" في بكين الذي يحتفل بمرور سبعين عاماً على تأسيسه، فيطلق معرضاً بعنوان "سنلتقي مرة أخرى" يتواصل حتى آب/ أغس المقبل، ويضمّ المعرض الجماعي أكثر من 80 عملًا تشمل الرسم والنحت والتركيب والفيديو لفنانين تعاونوا مع المعرض منذ تأسيسه.

من جهته، يقيم غاليري "تانغ للفن المعاصر" أوّل معرض جماعي للفن الروسي يقام في البلاد منذ عشرة أعوام، تحت عنوان "ما أتى ليمضي"، وتركّز الأعمال على مشروعين يتأمّلان حالة البشرية المعاصرة من خلال تركيبات الفيديو متعدّدة القنوات والمجموعات الرقمية المستوحاة من لوحات القرون الوسطى وعصر النهضة.

من المعارض اللافتة أيضاً، ذلك الذي يقام تحت عنوان "التأمل في حالة طوارئ"، في "مركز UCCA للفن المعاصر"، ويتواصل حتى نهاية آب/ أغسطس المقبل، ويضمّ أعمال عشرين فناناً من بلدان مختلفة، ويبحث في الأسئلة المتعلّقة بالوفيات والمعلومات وحياتنا المعولمة مع استمرار انتشار وباء كوفيد 19. يتضمّن العرض أيضاً مواد أرشيفية من معرض سابق بعنوان "التعرض لسماء زرقاء" الذي أقيم في نهاية وباء السارس عام 2003. ومن أبرز المشاركين فيه لورنس أبو حمدان، ووكالة الاستقصاء المعماري، وتشانغ بيلي.

المساهمون