"سيمنارات المركز العربي": مناقشات فكرية وسياسية عن بعد

"سيمنارات المركز العربي": مناقشات فكرية وسياسية عن بعد

24 مايو 2020
(عمل للأرجنتينية سيلفانا غالانوتي مستوحى من فلسفة حنا آرنت)
+ الخط -

سعياً إلى تجاوز ظروف الإقفال والعزلة التي فرضها انتشار "كوفيد-19" على العالم، يقيم "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" سيمنار أسبوعياً، عن بُعد وينقل مباشرة عبر وسائط التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، يوتيوب).

وقد انطلق سيمنار الأربعاء الماضي، تحت عنوان "الأخلاق والسياسة" وألقى فيه الأكاديمي محمد أوريا، أستاذ الفكر السياسي في "جامعة قطر"، محاضرةً بعنوان "النظريات الأخلاقية المعاصرة وإشكاليات التطبيق: المعضلة الأخلاقية والقرار السياسي نموذجًا".

تناول الباحث إشكالية العلاقة بين الأخلاق وصناعة القرار واتخاذه؛ السؤال المهم على مستوى السياسات الراهنة، والذي جرى التفكير فيه أيضاً في الفلسفة السياسية والأخلاقية، معتبراً أن الفلسفة السياسية والأخلاقية تظلّ المنبع الأكثر ثراءً للبحث عن الحلول للمشاكل السياسية والاجتماعية الغربية الحالية.

ناقش المحاضر استقلالية مجال صناعة القرار عن مجال الأخلاق، وهل لنا أن نفهم الواقع السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعلمي بشكلٍ منفصل عن الأخلاق فلسفيًا ومعرفيًا ومنهجيًا، أم ينبغي لنا أن نعتبر أنّ اتخاذ القرار في هذه الميادين يجب أن يخضع إلى فهمٍ أخلاقي حقيقي للطبيعة البشرية ودوافعها وأهدافها.

وقال أوريا إن مشروعه البحثي يهدف إلى مقاربة التفكير الأخلاقي في مجال صنع السياسات والتحليل الأخلاقي لأنماط السلوك السياسي والاجتماعي، وفهم دور الأخلاق في السياسة الدولية الراهنة من جهة، وفي الصراعات السياسية والاجتماعية والإدارية... إلخ من جهة أخرى، من خلال القضايا الأخلاقية؛ واتخاذ القرار المناسب أمام معضلة أخلاقية معينة.

توزّعت مواضيع المحاضرة بين مناقشة إرث المفكرين الأساسيين من التراث الفلسفي وتوظيفه في المناقشات المعاصرة، وكذلك تناولت إشكالية صنع القرار، عبر ما يسمى بالمعضلة الأخلاقية وكيفية حلّها أخلاقيًا. إلى جانب البحث في دور النظريات المختلفة في إيجاد حلول للقضايا المعاصرة في مجالات السياسة والعلوم.

كذلك تطرّق أوريا إلى الهواجس الأخلاقية عند بعض المفكّرين الذين اهتمّوا بأمر الأخلاق في مجالات محدّدة مثل الفيلسوف الألماني هابرماس. ودرس العلاقة التي تجمع بين الحداثة والأخلاق، وأعقب المحاضرة نقاشٌ شارك فيه عن بُعدٍ الباحثون في المركز العربي، وباحثون في "معهد الدوحة للدراسات العليا" ومن خارجه أيضاً.

يشار إلى أن المركز كان قد عقد خلال الأسابيع الماضية عدّة محاضرات افتراضية، منها "الاستبداد والحكامة المحليّة في عهد حسني مبارك" للباحث هاني عواد، و"المسألة الطائفية عند حنّا بطاطو في سيمنار المركز العربي عن بُعد" للباحث حيدر سعيد، و"دور إسرائيل في نشر العدوى السلطوية" لدانا الكرد، وغيرها من المحاضرات وكلّها متاحة على قناة المركز على يوتيوب.

المساهمون