"قرطاج السعيّدة": مالك قناوي عن مستقبل الآثار

"قرطاج السعيّدة": مالك قناوي عن مستقبل الآثار

23 مايو 2020
من المعرض
+ الخط -
يشتغل الفنان التونسي مالك قناوي (1983) على خامة الخزف والصلصال، ويسندها بمواد من الأرض والرمل والأكاسيد والأصباغ والمعادن والمياه والنار، كما في معرضه الذي يقام حالياً في "غاليري سلمى فرياني" في تونس العاصمة ويتواصل حتى 12 تموز/ يوليو المقبل،. وإلى جانب العرض الافتراضي على موقع الغاليري، يتيح المنظمون زيارة المعرض باشتراط الحجز المسبق لتنظيم المواعيد وأعداد الزائرين.

بحسب بيان المعرض الذي يقام تحت عنوان "قرطاج السعيّدة" يقوم قناوي "بإعداد علم آثار المستقبل"، حيث يفكر في قيمة التراث مستقبلاً لمنطقة كانت مفترق طرق بين الحضارات؛ البربر والعثمانيون والنورمانديون واليونانيون والرومان والفينيقيون ومعظم شعوب وثقافات وأديان البحر الأبيض المتوسط مرت من قرطاج، ويقارب الفنان من خلال تركيباته بين منطقتين الأولى قرطاج والثاني السعيّدة في ولاية منوبة.

يفكّر الفنان بصرياً في محو الذاكرة الذي يمارسه المنتصرون على المهزومين، خاصة من خلال تدمير الآثار والمباني، والذي أدى في نهاية المطاف إلى أن تركت كل ثقافة وراءها علامات وثروة وبعضاً من هويتها.

هذا الغنى الهوياتي هو مصدر الثروة في عصر التوترات وأشكال التطرف، سواء كانت دينية أو اجتماعية أو اقتصادية، وبحسب القائمين: "قد تكون هذه هي الرسالة الأساسية لهذا العرض"، وأن سينوغرافيا الأعمال بمثابة إعادة تفكير في هذا النهج الأثري الذي تكشف تجهيزات الفنان عنه طبقة طبقة كما لو أنه عمل فني ترسب بمرور الوقت وجمع الغبار ودفن الحضارات.

تظهر الأعمال على شكل دائرة في قلب دائرة كما لو كانت معبداً وتتكوّن من مواد مأخوذة مباشرة من منطقة السعيّدة في تونس، وبشكل خاص من أنقاض مواقع البناء فيها، مثل قضبان وألواح الحديد، وقد اعتمد الفنان لدى التفكير في مشروع المعرض هذا على العلاقة بين فينوس الرخامية في متحف باردو ونقوش أخرى تزين منازل متواضعة في منطقة السعيّدة.

في المعرض 18 عملاً منفرداً، تشارك في 16 تجهيزاً يحتضنها الغاليري، وقد استخدم تقنيات مختلفة، كطباعة الشاشة وغبار الجدران على الورق، وطباعة الشاشة وغبار الطوب الأحمر على القماش.

كذلك أنجز قناوي بعض المنحوتات التي تمثل رأس فينوس من الطوب والاسمنت والقضبان المستديرة، وثمة أعمال من صفائح حديدية مموجة مفككة عن المنازل ومواقع البناء، إلى جانب بعض الأعمال التي اعتمدت على أسطح مجمعة ومطلية بالنحاس.

المساهمون