منشورات "اتحاد الكتّاب التونسيين": ضمن أي مسار؟

منشورات "اتحاد الكتّاب التونسيين": ضمن أي مسار؟

04 ابريل 2020
نجاح زربوط/ تونس
+ الخط -

من باب المساهمة في تنشيط الحياة الثقافية في وقت توقّف فيه كل نشاط حضوري، تتيح العديد من دور النشر والمؤسسات الثقافية المرتبطة بالكتاب - في معظم بلدان العالم - عدداً من إصداراتها على مواقعها، أو في مواقع أخرى ومنها وسائل التواصل الاجتماعي، قصد توفير مادة قراءة وتأكيد حضورها رغم حالة التوقف التي فرضه انتشار فيروس كورونا، بالإضافة إلى توزيع عدد من الإصدارات للتعريف بأنشطة هذه المؤسسات.

منذ أيام، أعلن رئيس "اتحاد الكتّاب التونسيين" صلاح الدين الحمادي أن "دار المسار"، وهي دار نشر تابعة للمؤسسة، ستقوم بتوزيع إصداراتها بشكل مجّاني على مواطنين، ومنهم رجال السياسة، في فترة الحجر الصحّي.

قد تبدو المبادرة جيّدة في العموم، خصوصاً أن معظم المبادرات الأخرى تشمل الكتب الإلكترونية ولا تجعل ضمن هامش إتاحتها الكتابَ الورقي، غير أن هذه المبادرة تجعلنا نتساءل عن آليات النشر في "اتحاد الكتّاب التونسيين"، وأهمية الإصدارات وقدرتها على إنتاج طلب في سوق القراءة في تونس، ناهيك عن العالم العربي.

لو فحصنا قائمة إصدارات "دار المسار"، سنجد بأن معظمها مجموعات شعرية مع بعض الأعمال السيرذاتية أو الدراسات، وبغض النظر عن القيمة المعرفية أو الإبداعية لهذه الأعمال، حيث تصدر أحياناً أعمال ذات مستوى رفيع، قلما نجد لها حضوراً على واجهات المكتبات، كما لا نجد لها كبير أثر على مستوى الدعاية أو التناول النقدي، ليظلّ الفضاء الوحيد الثابت لحضور هذه الأعمال هو جناح "اتحاد الناشرين التونسيين" في "معرض تونس الدولي للكتاب" (عادة في شهر نيسان/ أبريل من كل عام) و"معرض الكتاب التونسي" (كانون الأول/ ديسمبر، وقد أقيمت منه إلى حد الآن دورتان).

هكذا، فإن مبادرة "الاتحاد" قد تكون مناسبة لإعادة النظر في سياساته في إطار النشر، وذلك من أكثر الهواجس التي تعتمل في صدور الكتّاب الذين يجدون صعوبة في إصدار أعمالهم في دور النشر الخاصة، عسى أن يمتد أثره أبعد من تنظيم المحاضرات وإصدار البيانات من حين إلى آخر. هذه المرحلة قد تتيح للاتحاد إشعاعاً يغيب عنه منذ سنوات، وها أن كثيرين من الفاعلين في فضاءات الكتابة في تونس لا ينتمون إليه.

المساهمون