"شهر التراث": فعاليات افتراضية

"شهر التراث": فعاليات افتراضية

17 ابريل 2020
(كهوف "طاسيلي" في الجزائر، والمصنّفة ضمن مواقع التراث العالمي)
+ الخط -

على خلاف بعض البلدان التي أعلنت تأجيلها فعاليات "شهر التراث" - التي تُقام بين الثامن عشر من نيسان/ أبريل والثامن عشر/ من أيار/ مايو من كلّ عام - أعلنت وزارة الثقافة الجزائرية أنَّ التظاهرة ستُقام في الموعد الاعتيادي، مع نقل فعالياتها إلى الفضاء الافتراضي.

في هذا السياق، جرى إطلاق سلسلةٍ من الندوات والمحاضرات التفاعلية حول التراث الثقافي في الجزائر، بمشاركة أثريّين وباحثين في التراث الثقافي من داخل البلاد وخارجها.

يُقام البرنامج، الذي يشرف على تنظيمه مديرُ الترميم وحفظ التراث في وزارة الثقافة زهير بلالو، بمعدّل ثلاث جلساتٍ في الأسبوع (كلّ أحدٍ وثلاثاء وجمعة) تحت عنوان "ريّح في دارك (ابق في بيتك)، التراث الثقافي ضيفُك". وتسعى هذه الندوات إلى "تنشيط المشهد الثقافي المتوقّف عبر كلّ الولايات بسبب إجراءات الحجر الصحي الرامية لمكافحة انتشار فيروس كورونا"، بحسب بيانٍ لوزارة الثقافة.

وفي حديث صحافي سابق، قال بلالو إنّ الحجر الصحي شكّل فرصةً للتواصل مع الخبراء والمختصّين للتباحث حول التراث الثقافي في الجزائر والعالم، مضيفاً أنَّ التواصل معهم كان صعباً في الأيام العادية بسبب كثرة ارتباطاتهم المهنية.

وكانت الجلسة الأولى من الندوات قد نُظّمت في الثامن من الشهر الجاري، وتناولت موضوع "الاتفاقيات والمعاهدات الدولية حول حماية التراث الثقافي"، وقدّمها، عبر الفيديو، الباحث الجزائري في الآثار والخبير في "اليونسكو"، منير بوشناقي، بحضور قرابة مئة مختصّ في المجال.

وعلى مدار قرابة ساعتَين، تطرّق المشاركون في الجلسة إلى مسائل مختلفة؛ من بينها مسألة التشريعات المحلّية والدولية المتعلّقة بالاتجار غير القانوني بالممتلكات الثقافية، والتراث الثقافي المعرَّض للخطر في أزمنة الحروب والنزاعات.

وحملت الندوة الثانية، التي أُقيمت في العاشر من الشهر الجاري، عنوان "الخطوات الأولى للجزائر المستقلّة في مجال حماية التراث الثقافي الوطني". أمّا الثالثة، فأُقيمت يوم الأحد الماضي بعنوان "التراث الثقافي المعرَّض لخطر الحروب والصراعات الداخلية"، وكانت الندوتان من تقديم بوشنافي أيضاً.

ويوم أمس، أُقيمت ندوة رابعة بعنوان "التدابير ونشاطات منظّمة اليونسكو في المجال الثقافي في السياق الخاص جدّاً بالأزمة الصحية العالمية"، ألقاها المهندس المعماري التونسي المختصّ في حماية التراث العمراني، كريم هنديلي، والذي سيُلقي عند الخامسة من مساء غدٍ الجمعة محاضرةً أُخرى بعنوان "حماية التراث العمراني"، ومحاضرةً ثالثةً يوم الأحد المقبل يتناول فيها موضوع "التراث العالمي في ظل الحجر الصحّي".

يتضمّن البرنامجُ أيضاً جلسةً مع الباحث والخبير الأثري الجزائري، أحمد بن ناعوم، حول "التراث اللامادي في الجزائر وآليات جرده والحفاظ عليه" تُقام في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، إلى جانب ندوات ومحاضرات أُخرى تتناول مواضيع التكوين في مجال التراث، والترميم، وجرد وحماية الآثار، والتراث الثقافي المغمور بالمياه.

المساهمون