كورونا في فيسبوك: صور موحشة وتدوينات مترقبة

كورونا في فيسبوك: صور موحشة وتدوينات مترقبة

20 مارس 2020
وسط البلد في القاهرة أمس (تصوير: زياد أحمد Getty)
+ الخط -

لا شك أن من يتصفّح ويقلّب في حسابات الشعراء والروائيين والمدوّنين العرب اليوم سيجد أن موضوعاً واحداً يهيمن عليها، فيروس كورونا، وقد توجّهت نصوصهم الشعرية وتأملاتهم ويومياتهم وتعليقاتهم سواء أكانت من منظور أدبي أو سياسي أو اجتماعي أو ثقافي أو حتى صحي إلى التفكير في الوباء.

تأملات في تغيّر النظام العالمي، أو قصائد عن المخاوف الإنسانية، أو تدوينات طريفة، صور الشوارع الخالية، بعض دعوات التفاؤل وأخرى أكثر تشاؤماً وتشككاً، أياً كانت اتجاهات هذه المنشورات إلا أنها عكست حالة من القلق والترقب عند الجميع.

"العربي الجديد" تجوّلت بين بعض هذه الحسابات وهنا بعض من الكتابات التي نشرها أصحابها لمتابعيهم؛ كما جرى تداول تسجيلات فيديو وصور للمدن العربية وشوارعها الخالية، خاصة القاهرة التي تظهر في الصور كما لم نرها من قبل. ونشر حساب "منطقتي" صوراً من المدينة وهي تخلو إلا من بعض المارة.

بشكل أساسي اليوم، شارك فنانون تشكيليون وشعراء الفيديو الذي نشره البرلماني الإيطالي ميكيلي بيراس أمس متوجها إلى الشعب الفلسطيني، موجهاً له بعض النصائح ومتضامناً معه، وانتهى الفيديو ببيراس وهو يغص بعبارة "تحيا إيطاليا"، لا سيما وأن البلاد اليوم تعرف أعداد وفيات أكثر مما عرفت الصين.

الشاعر المصري أحمد أنيس نشر على صفحته: "اليوم السادس للوباء/ في البيت/ طفلان وحبيبة/ ما يكفي من الطعام/ سجائر وبن/ كحول وكلور وكثير من المنظفات
وبعضًا من القلق/ وشرفة لمراقبة الخلو الطوعي للشوارع/ في الليل/ تفكر ماذا أفعل هنا/ تتبع إرشادات منظمة الصحة العالمية/ تقاوم محبة أصيلة للشوارع/ وكراهية قديمة لما هو عالمي/ أو بالأحرى لهذا النظام العالمي/ ولكل ما هو نظامي بالأساس/ رغم هذا
تلزم البيت/ وتخبرك الشرفة بتطور الوحشة في الشوارع/ بينما يزداد القلق كلما تفكر حين تخلو تلك الأخيرة تمامًا/ أين يذهب المجاذيب!".

وكتب الشاعر الفلسطيني زكريا محمد على حسابه في تويتر: "فيروس كورونا اختبار للبشرية جمعاء. لكنه من ناحية أخرى اختبار لتوازنات القوة في العالم وتحولاتها. أي أنه بشكل ما حرب عالمية ثالثة، لكن من دون نار".

الكاتب المصري وائل عبد الفتاح، مؤسس موقع "مدينة"، نشر مجموعة من الشذرات؛ منها "العالم بعد الكورونا ليس العالم قبلها.. كل شيء يتغير من حولنا.. لا نعرف إلى أي اتجاه. تغيرات خلفها قوة بيولوجية تتحرك ببطء؛ يصلح للحروب القديمة. مصحوبًا بهلع يشبه نهايات العالم في الأفلام والروايات.. لكنه ليس كذلك تمامًا. العقل الذي يواجه الأزمة مشحون بسرديات خرافية قديمة وحديثة؛ عبر مرجعيات من كتب الأديان المقدسة وخيالات الأدباء والشعراء والسينمائيين.. الكورونا سيدفعنا إلى الكهوف المعزولة، لنترك خلفنا عالماً وصل إلى نهايته البطيئة".

وكتبت الشاعرة الفلسطينية أحلام بشارات: "سنعد وليمة كبيرة من الكيلورزونس والبراديلاس والزيبولاس والبيبياس والزيكورو والفيغيسيغادا. هذا ما كان يعد به غرامشي أمه في واحدة من رسائله بعد أن يتخلص من محنة السجن؛ وليمة كبيرة يجتمع عليها الأبناء والأحفاد وأبناء الأحفاد ربما. كان يعرف أنه بحاجة لزمن قد يطول لكنه لم يرد أن يفرّط بالأمل. أتمنى النجاة لنا جميعاً ولإيطاليا الجمال والفن، وليصنع الإيطاليون الحلوى السكرية التي على شكل دمى وكثير من حلوى الجبن".

الناقد المغربي شرف الدين ماجدولين كتب على حسابه في فيسبوك: "من وضع اليد على الفنادق وتحويلها الى ملحقات طبية إلى تأميم المصحات وشركات الأدوية بإسبانيا... يبدو أن حكومة ائتلاف اليسار واليسار المتطرف آتت أكلها في هذا الظرف... بالجارة الشمالية".

التشيكلي المغربي عبد الفتاح بلالي قام بنشر فيديو يرجو فيه الناس بالبقاء في البيوت، قائلاً: "الجميع أعزاء ولا نريد خسارة أحد". وحذا حذوه فنانون وموسيقيون من مختلف البلدان العربية داعين الناس إلى الالتزام بالحجر الذاتي كأفضل وسيلة للحد من انتشار الوباء.

المساهمون