"بديهيات مجهولة": المسرح باعتباره ألعاباً سحرية

"بديهيات مجهولة": المسرح باعتباره ألعاباً سحرية

01 مارس 2020
(من العرض)
+ الخط -

كيف يمكننا أن نعرّف "الحظ" من دون أن يصبح التعريف جامداً وهو يحاول أن يفسّر أمراً منفلتاً من كل ثبات؟ بهذا السؤال يضع بيان تقديميّ لمسرحية "بديهيات مجهولة" القارئ، ومن ورائه المفترّج المحتمل، أمام إشكالية سيحاول المسرحي الفرنسي كورت ديمي أن يعالجها بمفردات المسرح الحديث.

بدايةً من السابعة والنصف من مساء غدٍ الإثنين، تُعرَض المسرحية في "المعهد الثقافي الفرنسي" في مراكش، وفيها يقترح ديمي مسرحاً ما بعد درامي حيث يغيب هيكل الحكاية لتظهر عناصر أخرى في بناء المسرحية، مثل الحضور القوي للموسيقى؛ حتى أن العمل يمكن اعتباره بشكل ما عرضاً موسيقياًَ وضع ألحانه جوريس فافينكروي الذي سيكون حاضراً لأداء الموسيقى على الخشبة.

ديمي أيضاً سيكون حاضراً على الخشبة، ليس كمجسّد لإحدى شخصيات العمل، وإنما كعنصر مؤثّر ذهنياً في الشخصيات التي يؤدّيها كل من: بنجامين موشات، وفريديركا ديل نيرو، وسيدريك كومنس، وبيتر ميشال.

هذه التلاعبات ببنية المسرحية تبدو مثل مدخل ضروري لمناقشة قضية الحظ في حياتنا المعاصرة، علماً أنّ تصميم عدد من المشاهد لم يخضع إلى كتابة مسبقة، وإنما يَترك مجالاً للارتجال باعتباره منعطفاً يُفضي إلى الاعتباطية ويُفقد المسرحية طريقها المرسوم من خلال الكتابة المسبقة.

في هذا العرض، وفي غيره من الأعمال، يشتغل ديمي على رؤية مسرحيةٍ أقرب إلى ألعاب الخدع البصرية، وهو الذي كثيراً ما يلعب دور الساحر - بالمعنى الحديث للكلمة - معتمداً على التأثير الذهني والتلاعبات البصرية، وقد طرح من خلال هذا التصوّر عدّة إشكاليات معاصرة تتعلّق بالعلم والشعر والعوالم الخفية التي كثيراً ما يتساءل إن كانت مجرّد أسطورة وانتهى منها البشر بشكل نهائي.

المساهمون