"تهجير قرى فلسطين عام 1948": رواية الشهود

"تهجير قرى فلسطين عام 1948": رواية الشهود

05 فبراير 2020
(بلدة بيت دجن قبل عام 1948)
+ الخط -

مع انتشار الكتابات التوثيقية للتاريخ الاجتماعي في فلسطين خلال القرن الماضي، نشط مؤخراً عدد من المشتغلين في مهن بعيدة عن التاريخ والأنثربولوجيا والعلوم الإنسانية، مثل الطب والهندسة والمحاماة، في وضع مؤلّفات حول الحواضر الفلسطينية التي هُجّروا منها قسراً على يد العصابات الصهيونية.

معظم تلك الإصدارات لم تُبن على منهجية علمية في البحث، لكنها تضمّنت بعديْن أساسيْن أولهما تجميع ما أوردته المصادر التاريخية من تفاصيل متفرّقة حول تاريخ كلّ مدينة أو بلدة في كتاب واحد، وثانيهما تسجيل روايات شفهية لأبناء تلك المدن والبلدات تحتوي شهاداتهم حول احتلالها وإخراجهم منها.

من هؤلاء، برز الطبيب والباحث أيمن حمودة الذي يلقي محاضرة عند السادسة من مساء اليوم الأربعاء في "منتدى بيت المقدس" في عمّان تحت عنوان "تهجير قرى فلسطين المحتلة عام 1948.. بيت دجن/ يافا أنموذجاً"، ويقدّمه الناقد زياد أبو لبن.

يركّز المحاضِر على أهمّ وسليتيْن تم اتباعهما في تأليفه كتابيْ "بيت دجن – يافا: على طريق البرتقال والنضال" (2016)، و"لكي لا ننسى... بيت دجن-يافا" (2011)، وهما رواية الشهود ممن عاش تلك الحقبة، والمراجع العربية والأجنبية".

أجرى حمودة مقابلات مع ستين من رجالات القرية ونسائها، حول مسقط رأسه التي تبعد تسع كيلومترات جنوبي شرق مدينة يافا المحتلّة، وذكرها كل من عبد الله بن محمد المقدسي في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" حين مرّ على وصف قصر لهشام بن عبد الملك فيها، وياقوت الحموي في كتابه المشهور "معجم البلدان".

يدوّن الباحث، بحسب المقابلات، من أسماء البيوت بيتاً بيتاً بالترتيب الجغرافي لمواقع تلك البيوت في البلدة وشوارعها وساحاتها، حيث تمّ رسم خريطة حديثة لها بالاعتماد على ذاكرة أهلها، بالإضافة إلى تأريخهم لـ"مصنع المغزل الذهبي" الذي تأسّس عام 1945، ومالكوه هم: محمد راشد كنعان من نابلس، وأحمد أبو لبن من يافا، وعبد الكريم السقا من سوريا، وظلّ بعمل إلى ما بعد النكبة بعدّة سنوات.

يذكر حمودة في كتابه أن بيت دجن شكّلت هدفاً متكرراً لهجمات شنتّها عصابات البالماخ التي اتخذت من مبنى الصندوق القومي اليهودي، الواقع جنوب طريق يافا - القدس مطلع عام 1948، مركزاً لها، حتى دخلتها في الثلاثين من نيسان/ أبريل عام 1948 ضمن عملية عسكرية واسعة أُطلق عليها "عملية داني"، وهدفت إلى الهجوم على اللد والرملة والقرى المحيطة لاحتلالها وتشريد أهلها.

ويعود إلى يوميات بن غوريون التي يذكر فيها أنه "بتاريخ 16 حزيران/ يونيو 1948، كانت عملية التدمير جارية في البلدة (بيت دجن) على قدم وساق"، وفي أيلول/ سبتمبر من العام نفسه عُدّت البلدة موقعاً ملائماً لتوطين المهاجرين اليهود من اليمن.

دلالات

المساهمون