"الأبواب المقفلة".. عودة إلى جحيم الآخرين

"الأبواب المقفلة".. عودة إلى جحيم الآخرين

25 فبراير 2020
(من العرض)
+ الخط -

اشتهرت عبارة "الجحيم هو الآخرون" لجان بول سارتر أكثر من المسرحية التي كتبها فيها؛ "الأبواب المقفلة"، وهو نص جمع فيه المفكر الفرنسي ثلاث شخصيات تجد نفسها بعد وفاتها في غرفة واحدة من الجحيم: الصحافي غارسين، وعاملة البريد إناس، والسيدة الثرية إستل، وهناك "الحارس" الذي يوصل كلّاً منهم إلى الحجرة الموصدة من كل جانب.

الشخصيات لا تَعرف بعضها البعض قبل هذه اللحظة، وكل منها تنتمي إلى طبقة وخلفية ثقافية وسياسية مختلفة، ولا يتشارك الثلاثة في المعتقدات أو الأذواق، لكنهم محكومون بالبقاء معاً، ليتكشّف مع الحوار أن عذاب الجحيم لا يكون بالجلاد ولا بأدوات التعذيب، بل بأن تجمعك مساحة واحدة لا مفر منها مع من لا يجمعك بهم شيء مشترك، وأن يكون بمقدورهم محاكمة الأفعال التي تشكّل معنى وجودك.

تستعيد فرقة "كوميك تيم" المسرحية، التي تضم مجموعة من المسرحيين الشباب في مصر، نص سارتر، وتقدّمه بنسخة جديدة في "مركز الجزويت الثقافي" في الإسكندرية، عند السابعة من مساء غدٍ الأربعاء؛ حيث أعدّ النص للخشبة كل من أحمد يحيى وأحمد شبل، وأخرجه محمد صلاح حسان.

عن العرض، يقول مدرّب التمثيل فيه والعضو في الفرقة، أسامة القزاز في حديثه "إلى العربي الجديد": "تناوُل النص بدأ في "مهرجان القراءة الكبرى" الذي أُقيم في مكتبة الإسكندرية سابقاً، وكان الهدف منه قراءة ومناقشة أعمال سارتر، وفيه جرى اختيار المخرج محمد صلاح حسان من الفرقة لأخذ نص من نصوص المفكر الفرنسي وتنفيذه".

عُرضت المسرحية سابقاً، وعند تقديمها أول مرة جرى إعداد النص الذي يتضمّن أربع شخصيات في الأصل ليصبح من 13 شخصية. نسأل القزاز: كيف فعلت الفرقة ذلك؟ فيوضح "كل واحدة من شخصيات العرض الأصلي تروي قصة ما، ونحن في الفرقة قمنا أيضاً بتقديم شخصيات من القصص التي تذكرها هذه الشخصيات في النص الأصلي ونفّذناها في العرض، ولكن هذه تجربة مستقلة والعرض المقبل سيكون بالشخصيات الأربع الأساسية فقط".

حول إعداد النص والتعديل عليه يبين القزاز أنّ ذلك "جرى مرّتين، في الأولى تم الاشتغال على النص في ورشة "مكتبة الإسكندرية" بمشاركة المخرج والكاتبين أحمد يحيى وأحمد شبل، وفي المرة الثانية، حين بدأنا إعداده للعرض المقبل، يوم الأربعاء، من جديد؛ حيث تم اجتزاء الكثير من النص الأصلي، فهو طويل جداً، كما جرت إعادة كتابة بعض المشاهد الحوارية".

يُذكَر أن فرقة "كوميك تيم" تضم عدداً من المسرحيين الشباب، أقامت مسرحاً خاصاً بها في مدينة الاسكندرية باسم "غرفة: علبة إيطالي"، كما أسست استوديو خاصاً بها كمحترف للتدريب والعمل. وإلى جانب "الأبواب المقفلة"، تعرض الفرقة اليوم مسرحية "الحبل"، كما تقدّم عرضاً آخر في الأقصر مساء الجمعة المقبل بعنوان "الراقدون تحت التراب".

المساهمون