"الوطنيون المغاربة": الحركة الإصلاحية خلال قرن

"الوطنيون المغاربة": الحركة الإصلاحية خلال قرن

20 يناير 2020
(لوحة "معركة تطوان" لـ جوليو ألبي دي لا كويست)
+ الخط -
تزايدت مؤخراً الدراسات التي تبحث في تاريخ المغرب الحديث والمعاصر من خلال الوقوف على الديناميات العميقة التي تقف وراء أحداثه، من خلال تحليل البنى والعلاقات الاجتماعية والأوضاع الاقتصادية وتحوّلاتها وربطها بالمحطّات السياسية الكبرى وتداعياتها.

في إطار اللقاءت العلمية الشهرية، ينظّم "مركز محمد حسن الوزاني للديمقراطية والتنمية البشرية" في مدينة الدار البيضاء عند الرابعة من مساء الخميس المقبل، الثالث والعشرين من الشهر الجاري، لقاءً حول كتاب أستاذ التاريخ المصطفى بوعزيز تحت عنوان "الوطنيون المغاربة في القرن العشرين 1873-1999".

يشارك في اللقاء كلّ من محمد معروف الدفالي، أستاذ تاريخ المغرب المعاصر والراهن في "جامعة الحسن الثاني"، ونعيم الخرازي وباحث في دكتوراه تكوين الإنسان والمجال في العالم المتوسطي.

يعود المؤلّف إلى فكرة "الإصلاحية المغربية" التي بدأت في الانبثاق والتبلور في منتصف القرن التاسع عشر، حيث يحتوي الكتاب رسالة بعثها الأمير سيدي محمد بن عبد الرحمان، الذي سيصبح السلطان الرابع، يتحدّث فيها عن أن فرنسا لقمة سائغة عشية معركة إيسلي في 14 آب/ أغسطس 1844، وأن المعركة محسومة لصالحه، لكن كانت الصدمة كبيرة حينها.

يشير بوعزيز إلى أن الصدمة ستتكرّر مرة أخرى بعد ستّ عشر عاماً في معركة تطوان التي سيتواجه فيها الجيش المغربي مع الجيش الإسباني، موضحاً أن "صدمة الحداثة قد أحدثت هرساً كبيراً في البنيات المغربية، واستبطن غالبية المغاربة أن الغرب أكبر منا. ومن هنا قرّر المخزن إلا يعود إلى المواجهة عسكرياً مع القوى الغربية، لأنه اقتنع أنها أكبر منا وأن النتيجة لن تكون سوى الهزيمة.. ومن هنا بدأت كلمة "الإصلاح" وأسئلتها...".

ويرى أن هذا الوضع سيحدث طفرة في الوعي المغربي تؤدي لاحقاً إلى حدوث انتفاضة الدباغين في مدينة فاس سنة 1873، التي شكّلت أولى الاحتجاجات المكونة للحركة الإصلاحية استند وعيها على أساس ديني تطالب بالعودة إلى السلف الصالح، قبل ظهور تيارات مطلع القرن العشرين التي تنادي بالدولة الوطنية وفق مفهومها الحديث، ضمن تيارين رئيسين الأول "العزيزيين" الذين دعوا إلى استسناخ التجربة الغربية و"الحفيظيين"، وبرز بينهما تيار يطلق عليه الكتاب "الحركة الوطنية المغربية" التي دفعت إلى إقرار دستور 1908، مستعرضاً جذورها والأحزاب السياسية التي استقرّت عليها وتطور أفكارها خلال القرن الماضي.

المساهمون