"الطائرات الورقية الصحراوية": فرضية أركيولوجية

"الطائرات الورقية الصحراوية": فرضية أركيولوجية

19 يناير 2020
(الطائرات الورقية الصحراوية على ملصق المحاضرة)
+ الخط -

في عشرينيات القرن الماضي، شاهد طيارون بريطانيون أشكالاً غريبة على امتداد صحراء شبه جزيرة سيناء وبادية الشام وصولاً إلى تركيا شمالاً والجزيرة العربية جنوباً، وأطلقوا عليها اسم "الطائرات الورقية الصحراوية" لأنهم وجدوا تشابهاً كبيراً معها.

هذه الجدران التي كان معروفة لأهل المنطقة منذ آلاف السنين أثارت أسئلة عديدة لدى علماء الآثار الغربيين، خاصة عندما اكتشفوا التطابق الكبير في تكوينها المتمثّل بجدارين من الأحجار الجافة بسمك وطول متغيرين، وتمتدّ لمئات الأمتار أو عدّة كيلومترات.

"علم الآثار والهياكل العملاقة الغامضة: الطائرات الورقية الصحراوية" عنوان المحاضرة التي يلقيها أستاذ الأركيولوجيا المتخصّص في العصر الحجري رامي كراسرد عند السابعة من مساء غدٍ الإثنين في "مركز اليرموك الثقافي" في العاصمة الكويتية.

يشير بيان المحاضرة إلى أنه "مع تطوّر صور الأقمار الصناعية المفتوحة والتقدم التقني، يصل الآن عدد هذه "الطائرات" إلى أكثر من ستّ آلاف طائرة يبقى تاريخها وكيفية استخدامها لغزاً لم يتمّ حله لسنوات".

يتوقّف كراسرد عند الأدلة الأثرية المتعلّقة بكون هذه الهياكل الحجرية الواسعة قد تكون بمثابة مصممة لالتقاط وقتل أعداد كبيرة من الحيوانات البرية، في مقدّمتها الغزلان، وتكرّست هذه الفرضية أكثر في عام 2011 حين اكتشف فريق من علماء الآثار ترسباً ملحوظاً لعظام الغزال الفارسي تعود الألفية الرابعة قبل الميلاد في موقع في شمال شرق سورية.

توضّح الدراسات أن معظم الطائرات الورقية الصحراوية قد بُنبت ما بين 4000 إلى 2000 قبل الميلاد، ولكن بعضها قد يعود تاريخها إلى 8000 قبل الميلاد، ويتراوح عمقها بين 6 و15 متراً على شكل بناء منحدر يزداد معدل هبوطه في الأسفل، ما يمنع الحيوانات من الحصول على سرعة كافية للقفز من الحفرة التي وقعت فيها، وقد بنيت بعض الجدران الحجرية كزنازين صغيرة لا تتيح للحيوانات سهولة الخروج منها.

كانت آلية الصيد هذه تتطلّب عدداً كبيراً من الصيادين الذين يتواجدون خلال مواسم هجرة الحيوانات تحديداً، ويحصلون على صيد كبير يوفّر لهم مخزوناً جيداً من اللحم، ويبدو أن الصيد ظلّ بحدود تحافظ على الحيوانات البرية في المنطقة حتى القرن التاسع عشر، حين سبّب الصيد الجائز إلى القضاء على معظم الغزلان التي لم يبق منها اليوم سوى عدد قليل جداً.

المساهمون