"اللامرئيون" لهشام العسري.. في هشاشة إنسان عصرنا

"اللامرئيون" لهشام العسري.. في هشاشة إنسان عصرنا

19 يناير 2020
(هشام العسري)
+ الخط -

يعرف المشاهد العربي اسم المخرج المغربي هشام العسري من أفلام حقُقت نجاحات كبيرة من قبيل "هم الكلاب"، و"جوّع كلبك"، و"ضربة في الرأس"، لكنه في السنوات الأخيرة بدأ يتجه لتقديم أشكال فنية أخرى منها القصص المصورة ورسومات الكاريكاتير وكتابة السيناريو وفن الفيديو.

اليوم يتجه العسري (1977) إلى المسرح، حيث تُعرض مسرحيته "اللامرئيون" على خشبة مسرح "المعهد الثقافي الفرنسي" في الدار البيضاء عند السادسة والنصف من مساء السبت، 25 من الشهر الجاري.

العمل من إخراج العسري وكتابته أيضاً، ويلعب أدواره الممثّلون مالك اخميس، وإفرايم كودو، وأحمد الفلاح، وإيمانويل بريندل، وفاتن راحّو، والعسري نفسه.

تتناول المسرحية قضايا المهاجرين المغاربة في فرنسا، ومسائل مثل الشعور بالانتماء يقابله الإقصاء والدونية، والروابط الاجتماعية الهشّة والعلاقات العبثية.

تدور الأحداث في بهو إحدى البنايات في فرنسا، حيث عامل بناء يشعر أنه إنسان لامرئي، ويلتقي بجاره الذي يعتقد أنه مهمل تماماً من كلّ شيء يحيط به، ثمة رجل آخر لا يظهر ويعيش حياته إلا في الليل وآخر يرى أن كلّ ما ينظر إليه يختفي.

"اللامرئيون" هي نص اجتماعي على طريقة الخيال العلمي، يحكي قصة أربعة من الجيران. كلّ واحد منهم لديه هشاشة تمنعه من الاستمرار في أن يكون مواطناً فاعلاً. على الرغم من أنهم يعيشون حالة من "الخفاء الاجتماعي"، فهم شخصيات لامرئية، إلا أنهم يحاولون اكتشاف أنفسهم على الرغم من ذلك.

تقدّم المسرحية رؤية للواقع المعاصر، وبرودة العلاقات الاجتماعية، وضرورات أن يستمرّ البشر في تحديث أنفسهم لملاحقة التطوّر السريع في شكل العلاقات الافتراضية وذبول تلك الواقعية، إلى جانب ضرورة تطوير أنفسهم ليكونوا قادرين على التنافس والظهور في عالم بات قاسياً وغير مضمون.

تحاول الشخصيات طيلة العرض أيضاً، أن تفهم كيف حدث هذا الاجتماع المرتجل بين شخصيات لامرئية ولا يكترث لوجودها أحد، ويسعون إلى قراءة مصير كلّ واحد منها.

المساهمون