"النسوية المصرية": استعادة التجارب المبكرة

"النسوية المصرية": استعادة التجارب المبكرة

04 سبتمبر 2019
(امرأة مصرية في بدايات القرن العشرين)
+ الخط -

تحت عنوان "النسوية المصرية: محاولات مبكرة" (1890-1925)، تنطلق عند السادسة من مساء اليوم جلسات نقاشية في "معهد القاهرة للفنون والعلوم الليبرالية"، متناولة التجارب النسوية المبكرة في تاريخ مصر الاجتماعي والثقافي.

على الرغم من أن النسوية العربية بالعموم حركة لطالما تعرّضت إلى الهجوم من اليسار قبل اليمين، إلا أن تاريخ النسوية المصرية يوازي الحركة الوطنية في البلاد، ويتزامن مع صعود الدولة القومية الحديثة التي ترتكز على الكفاح من أجل الاستقلال (من 1882 فصاعداً)، الذي شهد أول مظهر من مظاهر التنظيم النسوي وبدء الوعي النسوي.

رأى العديد من الإصلاحيين الأوائل دور المرأة "مكمّلاً" أو في أحسن الأحوال ثانوياً بالنسبة إلى دور الرجال، بينما اتخذت العديد من النسويات في أواخر القرن التاسع عشر ومطلع العشرين مواقف أكثر راديكالية، ودخلوا في نقاشات سياسية وصدامات حول دور المرأة وحقوقها المتساوية كمواطنة.

يقف ملتقى اليوم عند تجارب بعض النخبة الفكرية في ذلك الوقت؛ وأبرزهم قاسم أمين، وكذلك إلى مساهمات رواد النسوية اللواتي كافحن لتقديم "صوت أنثوي" في وقت كان حصول المرأة على التعليم نضال بحدّ ذاته، ولم يكن المجال العام يسمح به أو يتصوّره.

عند النظر إلى هذه المحاولات المبكرة، يجد المرء غريباً استمرار القضايا منذ أكثر من قرن، في حين يعتقد الجميع أن هذه قضايا جرى تسويتها، ويبدو مخيباً للآمال أنها لا تزال قيد المناقشة حتى اليوم: الفصل بين الجنسين، والحجاب، وتعليم المرأة، وعمل المرأة، حرية المرأة.. إلخ

من خلال فحص هذه المناقشات المبكرة والنصوص والأفكار التي تتراوح من السيرة الذاتية إلى مقالات إلى أطروحات أكاديمية، يقيم الملتقى فهماً لحدود رؤى ومطالب بعض الروّاد، إلى جانب الكشف عن الطرق التي في كثير من الأحيان عبّرت عن مواقف جذرية حتى بمعايير اليوم.

من خلال ذلك، وبحسب القائمين، فإن هذه القراءة للنسوية المبكرة تعطي بمقارنتها بأوضاع المرأة بعد 2011، تصوّراً عن هذا التاريخ الطويل وتقاليد النضال النسوي المصري الطويل.

تناقش الجلسة الأولى صعود الدولة الحديثة وواقع المرأة المصرية في مطلع القرن العشرين، ويناقش خلالها كتاب جوديث تاكر "المرأة والمقاومة والقمع" (1985) وفيه تتناول المرأة في مصر في القرن التاسع عشر.

كما تناقش دراسة خوان ريكاردو كول "النسوية والطبقة والإسلام في مصر في مطلع القرن التي أجريت عام 1981، إلى جانب دراسة مارغو بدران "التحرير المزدوج: النسوية والقومية في مصر"، إضافة إلى مذكرات هدى شعراوي.

أما الجلسة الثانية، فمحورها "الدعوات المبكرة للإصلاح"، وتناقش فيها "تحرير المرأة في الفكر السياسي وهو فصل من كتاب لويس عوض "تاريخ الفكر المصري الحديث". ويناقش عمل قاسم أمين "تحرير المرأة" المنشور عام 1899.

محور الجلسة الثالثة يتطرّق إلى بدايات نصّية وصعود الصحافة، ويجري خلاله مناقشة كتاب الباحثة بيث بارون "صحوة المرأة في مصر" (1994)، ودراسة عن مجلة "الجنس اللطيف" التي كانت تصدر بين عاميْ (1908-1921):

تحت عنوان "أصوات نسائية"، تأتي الجلسة الرابعة لتتناول تجربة "دراسة مي زيادة عن عائشة التيمورية" و"مختارات من نسائيات ملك حفني ناصف"، و"قلب رجل" للبيبة هاشم.

المساهمون