آني كوركدجيان.. أعمال فنية حادة

آني كوركدجيان.. أعمال فنية حادة

19 سبتمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -

يمكن للفنانة آني كوركدجيان (1972) أن تضع تحذيراً للمتلقي قبيل الدخول إلى معرضها الذي انطلق مؤخراً في "غاليري أوروبيا" ويتواصل حتى 11 تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، تحت عنوان "أعمال حادة"، حيث تبدو اللوحات العنيفة مثل مواد بصرية من الخطر الاقتراب منها.

تجسّد أعمال التشكيلية اللبنانية، المنجزة بالمواد المختلطة من ورق وخشب وأكرليك، شخصيات تبدو كما لو أنها لا تنتمي إلى البشر، إذ يختلط في ملامحها الإنساني والشيطاني، بعضها ذات أجساد بشرية ولكنها تبدو حيوانية تمشي على أربع.

الشخصيات حادة الطباع، ومعظمها تحمل سكيناً تعبث بها، مرة تضعها بين أسنانها، ومرة تقطع بها القدم، ومرة اليد، ومرة تدخل السكين في العين، ولا نعرف إن كانت شخصيات تتعرض للأذى أم أنها هي من تؤذي نفسها.

في المعرض لوحة تجسّد رجلاً يدير ظهره للمتلقّي، نستطيع أن نعد فقرات عموده الفقري الواضح، رغم حجم جسده الكبير، لا نسب منطقية لأجساد وأوزان البشر في أعمال كوركدجيان، فقد اعتدنا على أجسام واسعة من جهة الصدر والبطن ومسطحة، بينما الأطرف تبدو كما لو أنها لشخص آخر.

ثمة شخصيات أخرى بأردية سوداء غريبة، تجتمع حول جثة وتقطعها بمنشار، كما لو كانت تمارس خدعة سحرية انقلبت إلى حقيقة. رجل آخر يحاول حشر مقص داخل فمه، وثالث يجرب بتر لسانه بسكين، وآخر ينظر إلينا وثمة سكين تتوسط رأسه كما لو كان بطيخة.

إنها ألعاب خفة مرعبة تقدمها الفنانة بصرياً منذ عدة سنوات في معارضها المختلفة، العنف والضخامة والعزلة والموت، ثيمات تطاردنا بها كوركدجيان في لوحاتها متعددة الأحجام والأساليب.

الفنانة ذكرت غير مرة أنها توجه أعمالها إلى عين متفرج واحد وأنه متلقِ فريد من نوعه، هل هو موجود بالفعل قبل أن يوجد العمل، أم أن طبيعة العمل هي من أوجدت هذا المتفرج؟

ما يهمّ هو نظرة متلقي اللوح. بالنسبة إلى كوركدجيان "جميع النظرات الأخرى هي الجحيم، نظرة المتلقي هي الجنة. إنه يحرّر. يفتح الحدود، ويدمّر العقبات".

لا يوجد مكان محظور بالنسبة إليها. "كل شيء نقي عندما أرسم. كلّ أخطائي، كل ما عندي من الحماقة جميل. كل ما عندي من تمردات، كل شيء مسموح به وكل شيء في وئام. ما دمت أرسم للمتلقي الذي يخصني وعيناه تلمسان لوحتي. قبل حتى الرسم".

يذكر أن كوركدجيان ولدت في بيروت ودرست الفنون الجميلة في "الجامعة اللبنانية" ثم تابعت دراسة اللاهوت.

من أشهر مجموعاتها التي عُرضت خلال السنوات السابقة: "حماقات" (2008)، و"الوليمة الكبرى" (2009)، و"عرض امرأة واحدة" (2013)، و"الرسم في مياه عكرة" (2011).

المساهمون