"مدينة الغد": التفكير لكن بلغة أخرى

"مدينة الغد": التفكير بلغة أخرى

17 سبتمبر 2019
(ميشيل هوسلر)
+ الخط -

يبدو التفكير في مستقبل المدينة اليوم من أوليات المباحث المعرفية في العالم، غير أن صدى هذا الانشغال لا يبدو كبيراً في العالم العربي، خصوصاً وأنه يعتمد على مفاهيم حقول علمية حديثة مثل علم الاجتماع الحضري، واقتصاديات المعرفة، والعمارة الإيكولويجية، وعلم المستقبليات، وهي تخصصات لم تحضر أدبياتها بعد إلى الثقافة العربية بشكل ملموس.

غير أن واقع المدن العربية، مع التحولات الديمغرافية والثقافية التي عرفتها في العقود الأخيرة، بات يفرض هذا النوع من التفكير، فلم تعد السياسات المقترحة من قبل الحكومات قادرة وحدها على مجاراة التحوّلات، بل أصبحت مقارباتها في كثير من الأحيان سبباً في مزيد من تعقيد واقع المدينة.

حول مفهوم "مدينة الغد" في الفكر الحديث، تُقام الجمعة المقبل، 20 من الشهر الجاري، في "المعهد الثقافي الفرنسي" بالدار البيضاء، ندوة بعنوان "مدينة الغد تُبنى اليوم"، يشارك فيها باحثون مغاربة في مجالات المعمار وعلم الاجتماع والجغرافيا، وسيكون المتحدّث الرئيسي خلال الندوة المعماري الفرنسي ميشيل هوسلر، حيث يتناول بالخصوص مقترحاته المعمارية لتطوير ضواحي مدينة الدار البيضاء، فيما تدير النقاش الباحثة المغربية سلمى زرهوني.

من النقاط التي ستجري إضاءتها هي تصوّر واقع المدن المغربية في أفق 2050. وبحسب توقعات ديمغرافية فإن بلوغ هذه المحطة سيصحبه تضخّم في المدن الكبرى على المستوى السكّاني، مما يجعل من الضروري تأهيل البنى التحتية ومنطق إدارة الوقت والفضاء العام، وإلا ستصبح المدن عقبة أمام التنمية، على اعتبار أن الأخيرة تمثّل الهدف الذي تضعه جميع السياسات، في المغرب وفي العالم العربي بشكل عام، كأولوية.

يُذكر أن الندوة تأتي ضمن فعالية دورية بعنوان "لقاءات المعمار في المغرب"، والتي تهدف إلى خلق نقاش حول قضايا الفضاءات الحضرية المغربية بتقاطعاتها مع مختلف قطاعات الحياة. ويمكن أن نلاحظ في هذا الصدد أن جميع حلقاتها أُقيمت باللغة الفرنسية، وهو خيار مفهوم باعتبار أن المفاهيم المتداولة داخل هذه النقاشات لم تعرف بعد تأصيلات داخل اللغة العربية، ألا يعني ذلك أن جزءاً كبيراً من الوعي الجمعي لا يزال خارج نقاش قضايا حارقة ومنها مستقبل المدينة؟

المساهمون