رمضان بوخيط.. رحيل من "زمن الهواجس"

رمضان بوخيط.. رحيل من "زمن الهواجس"

15 سبتمبر 2019
(1935 - 2019)
+ الخط -

ينتمي القاص الليبي رمضان عبد الله بوخيط (1935 – 2019) الذي رحل منذ عدّة أيام، إلى جيل من كتّاب السرد برزوا في ستينيات القرن الماضي في بلاده، واهتموا بتصوير الراهن السياسي والاجتماعي والأزمات التي يعيشها المواطن ضمن تيار الواقعية.

وُلد الراحل في حي سيدي اخريبيش الشعبي في مدينة بنغازي، ودرس المرحلة الابتدائية في مدرسة الأمير، ثم التحق بمدرسة الصناعة، وانخرط في العمل النقابي في عام 1958، حيث كان عضواً في "اتحاد نقابات عمّال برقة"، وكان فاعلاً في حملات دعم الشعب الفلسطيني بعد هزيمة حزيران/ يونيو 1967.

كانت بداياته بنشر قصة قصيرة بعنوان "علبة كبريت" عام 1960، نُشرت في ما بعد ضمن مجموعته القصصية "زمن الهواجس"، ثم تابع النشر في المجلات والصحف الليبية ومنها "مجلة الإذاعة"، و"مجلة الرواد"، و"جريدة الأمة"، و"أخبار بنغازي" وغيرها.

في سنة 1996، صدرت مجموعته القصصية الأولى بعنوان "حكايات الماضي القريب" عن "مطابع الثورة" بنغازي، بعد أكثر من ثلاث عقود من النشر المنتظم، ثم أصدر مجموعته الثانية بعنوان "زمن الهواجس" عن "مجلس الثقافة العام" عام 2006.

استطاع في نصوصه أن يقدّم صورة عميقة ومتأملة لمدينة لبنغازي ، وتنبّه باكراً إلى اكتشاف النفط الذي سيترك لاحقاً تغيّرات كبرى في بنية الدولة والمجتمع في ليبيا.

دوّن الشاعر والمترجم الليبي عاشور الطويبي على صفحته في "فيسبوك" قائلاً: "هو من الناس الذين تلتقيهم مرات قليلة لكنهم يتركون في نفسك أثرا يبقى. كاتب القصة رمضان عبد الله بوخيط الذي رحل عنا قبل أيام، حييّ عفيف في كلّ شيء في كلامه، في مشيته، في جلسته، في إنصاته، يضع مسافة بينه وبين الآخرين رقيقة سهلة الكسر، فهو الودود بطبعه، لم يسع إلى مديح أو إلى منصب. كذلك حين تقرأ قصصه، تجد شخوصها تلتحف بالبساطة والطيبة رغم آلامها وتقلباتها في زمن مرّ، لكنها ليست ساذجة أو حالمة. وداعاً صديقي رمضان بوخيط، ها قد صار العالم كلّه كما تريد!".

المساهمون