"منسوجات من العالم الإسلامي": تاريخ كسوة الكعبة

"منسوجات من العالم الإسلامي": تاريخ كسوة الكعبة

11 سبتمبر 2019
(من المعرض)
+ الخط -
عكست صناعة النسيج فضاءً أساسياً في الفن الإسلامي إلى جانب الزخرفة والحروفيات، حيث أبرز النساجون في صناعتهم الملابس والسجاد وغيرها العديد من التطريزات والرسوم والكتابات التي ترمز إلى جوهر العقيدة القائمة على التوحيد.

وشهد هذا الفن تطوّراً كبيراً منذ القرن العاشر الميلادي، مع ظهور المصانع التي تأسّست في العديد من المدن والحواضر، وبدأت تظهر خصوصية كل منطقة نتيجة التفاعل مع تراثها فتمايز النسيج الأندلسي عن المصري عن ما أنتج في وسط آسيا.

"أربعة أركان لقطعة قماش واحدة: منسوجات من العالم الإسلامي" عنوان المعرض الذي يتواصل حتى الثالث من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل في غاليري "وايتورث" في مدينة مانشستر البريطانية، والذي افتتح في الثالث والعشرين من حزبران/ يونيو المقبل.

يشير عنوان المعرض إلى الأجزاء الأربعة التي تنسج منها كسوة الكعبة، لتغطي أركانها الأربعة وهي ركن الحجر الأسود، والركن الشمالي، والركن الغربي، والركن اليماني، والتي يتم استبدالها كلّ عام أثناء موسم الحج، صبيحة يوم عرفة في التاسع من شهر ذي الحجة، حيث كان يأتي نسيجها من مناطق مختلفة منها سورية والعراق واليمن وتركيا مع اختلاف الحقب التاريخية.

وفي كل عام، يتم قطع الأجزاء من الكسوة القديمة التي تمّ إزالتها وتوزيعها في العالم الإسلامي، حيث يحتوي المعرض على منسوجات يعود تصنيعها إلى أكثر من مئة عام، وكانت تمرّ بمراحل عديدة تبدأ من صباغة الحرير الطبيعي، ثم مرحلة النسيج التي تطرّز فيها الآيات القرآنية على الكسوة الخارجية الكعبة ضمن أعداد ثابتة من الخيوط التي تكوّن كلّ غرزة، قبل أن تُجمع الأجزاء وتحاك في قطعة قماش واحدة.

تطرّز عبارات محدّدة على الكسوة مثل الشهادتين ولفظ الجلالة وعبارات التسبيح وأدعية مختلفة، و"يا حنّان يا منّان"، إلى جانب سورة "الإخلاص" التي تنسج داخل دائرة محاطة بشكل مربع من الزخارف الإسلامية.

يضمّ المعرض أيضاً منسوجات قادمة من مصر وإيران وأوغندا تعكس التنوّع في المطرزات الإسلامية، وعدّة قطع من السجاد استوردت من إيران إلى بريطانيا خلال القرن الثامن عشر، وأربعة نماذج أخرى صعنت في الأناضول خلال القرن السادس عشر الذي تحمل تطريزاته نجمة أوشاك العثمانية.

المساهمون