"تونس تقرأ": جمعية ثقافية لمأسسة المبادرة

"تونس تقرأ": جمعية ثقافية لمأسسة المبادرة

04 اغسطس 2019
محمد سحنون/ تونس
+ الخط -
استطاعت فعاليات القراءة التي انتشرت في تونس خلال السنوات الأخيرة، خلق أجواء ومناخات جديدة من خلال التقاء أفراد من مناطق ومشارب مختلفة في حلقات نقاشية حول الكتاب خارج إطار الفضاءات التقليدية، وهي ممارسة كادت تغيب لعقود طويلة في معظم البلدان العربية.

كما حفزّت هذه المبادرات الأهلية نحو إنشاء أنشطة رسمية مماثلة حيث افتتحت وزارة الثقافة التونسية تظاهرة "نقرأ.. من أجل غد أفضل" بداية الشهر الجاري والتي تتواصل لعشرة أشهر، إضافة إلى محاولات تطوير برنامج "مصيف الكتاب" الذي انطلقت دورته السابعة والعشرين بتنظيم إدارة المطالعة العمومية والمكتبات الجهوية.

واحدة من التظاهرات التي حافظت على انتظامها كانت "تونس تقرأ" خلال السنوات الثلاث الماضية، والتي أطلقها الناشط فؤاد بالضياف عبر إنشائه صفحة خاصة على فيسبوك، حيث أصبحت الجلسات تعقد شهرياً في أحد مقاهي تونس العاصمة، ثم انتقل بها إلى مدن أخرى.

عقد عند العاشرة من صباح اليوم الأحد ملتقى تأسيسي لإطلاق جمعية تحمل اسم التظاهرة ذاتها، في سعي إلى مأسسة العمل وإدامته بعد أن تشكّلت مجموعات عديدة من المتطوعين والداعمين الذي ينسّقون بشكل دائم في إقامة الجلسات الحوارية حول الكتب.

يشير بالضياف في حديث صحافي إلى أن "تونس تقرأ" أخذت على عاتقها التشجيع على المطالعة باعتبارها فعلاً يومياً، إلى جانب توفير مساحة للمشاركين الذين يكتبون نصوصاً شعرية وقصصية من أجل التواصل في ما بينهم ومنحهم فرصة تقديم إبداعاتهم.

يوضّح أيضاً أن الفكرة من بداياتها ولدت كردّ فعل على المركزية الثقافية، لذلك جذبت فئات الشباب ثم ذهب المنخرطون في المبادرة نحو مدن وبلدات عديدة مثل نفطة والكاف وبئر الحفي وطبربة وصفاقس والحمامات ونابل وقبلي وتطاوين وغيرها، لتنشأ بعدها شراكات مع جمعيات ثقافية وكليات جامعية.

بالتزامن مع هذه الجهود، يلفت بالضياف إلى تواصل بين عدد من الناشطين الثقافيين العرب لإقامة تظاهرة كبرى بعنوان "الوطن العربي يقرأ"، حيث لا يزال العمل جارياً لتنفيذها قريباً، بمشاركة العشرات من الجزائر، والمغرب، وليبيا، والسعودية، والأردن، والكويت، وفلسطين، والعراق، ولبنان، إلى جانب تونس.

المساهمون