"الحياة اليومية في فلسطين": هيمنة عبر اللغة

"الحياة اليومية في فلسطين": هيمنة عبر اللغة

27 اغسطس 2019
(صور قصف رفح، 2104، من معرض "عنف، سريع وبطيء")
+ الخط -

يسعى الاحتلال الصهيوني في محاربته اللغة العربية إلى تفكيك حضورها كمكوّن أساسي في التعبير عن الهوية بتمثّلاتها التاريخيىة والاجتماعية والثقافية لدى الفلسطيني، وتحويلها إلى مجرد تابع للغة المحتل ونظامه ضمن مستويات عدة منها سيطرته على الفضاء العام والمناهج التعليمية وهيمنته على لغة التخاطب اليومي.

"المكان، القانون، ووعي الحياة اليومية في فلسطين" عنوان اللقاء الذي ينظّمه "مركز خليل السكاكيني" في رام الله عند السادسة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء لأستاذ الفلسفة والدراسات الثقافية في "جامعة بيرزيت" رامي سلامة.

يسعى اللقاء إلى "إلقاء الضوء على المصطلحات القانونية المستخدمة في الحياة اليومية الفلسطينية ودلالاتها على تحولات نظر الذات المستعمَرة وعلاقتها بالمكان والمجتمع والقضية الفلسطينية وسؤال الوجود"، بحسب بيان المنظّمين.

يشير البيان ذاته إلى أن "مجادلة هذه الورقة تكمن في أنه، على الرغم من أن وعي الحياة اليومية مدرك لطبيعة الصراع مع هذا الواقع الاستعماري، إلا ان اللغة والمصطلحات المستخدمة لا تعكس حقيقة هذا الوعي المعاش، بل على العكس فإنها تعيد إنتاج هذه المنظومة الاستعمارية".

يقدّم سلامة الحائز على دكتوراه في علم الإنسان من "معهد الدراسات العليا" في جنيف محاضرته، على هامش معرض "عنف، سريع وبطيء" الذي يتواصل في المركز حتى الثالث والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر المقبل، يتنظيم من "وكالة الاستقصاء المعماري".

يضيء المعرض باستخدام بتقنياتٍ ووسائط متعددة ورسومات وخرائط وصور على تحقيقٍ عن تدمير "إسرائيل" البيئة في المنطقة الشرقية من قطاع غزة باستخدام مبيدات الأعشاب، من أجل تحويل محيط غزة إلى منطقة حدودية جرداء، فيما يتحدث التحقيق الآخر عن منطقة أُم الحيران في النقب وما جرى من استهدافٍ للسكان بالعنف.

يُكرّس "مركز الطبيعة المعاصرة" (CCN)، أحد أقسام الأبحاث في وكالة "الاستقصاء المعماري"، جُهودَه لدراسة العنف البيئي، من خلال فهم أن الطبيعة بصفتها مشروعاً تاريخياً قائماً، رغم النظرة التاريخيّة التي تستوعب الطبيعة على أنها تشكّل خلفية ثابتة وأبدية للنشاط البشري، حيث إنه في عصر الأضرار البيئية الهائلة والتغير المناخي السريع الناشئ بفعل البشر، يجري تحديث "الطبيعة المعاصرة" جنباً إلى جنب مع تاريخ البشرية، متفاعلةً ومتشابكةً معه، فيما يعدّ الصراع جزءاً رئيساً من التغيرات البيئية ذات المنشأ البشري، وقد يكون العُنف ضد البيئة بطيئاً ومتفرّقاً وغير مباشر، لكنه يتجسد بأشكال الهيمنة الاستعمارية والعسكرية.

المساهمون