"ملامح السرد العراقي": تجارب ما بعد الاحتلال

"ملامح السرد العراقي": تجارب ما بعد الحرب

26 اغسطس 2019
ضياء العزاوي/ العراق
+ الخط -

خلال العقود الأربعة الماضية، شكّلت الحرب ثيمة أساسية سواء في الأدب أو المسرح أو الفنون التشكيلية العراقية، وظلّت حاضرة سواء في معالجات مباشرة مؤيدة لها بفعل تمجيدها للسلطة أو معارضة لها مستعرضة مأساويتها، أو في محاولة لفهم تداعياتها التي لا تزال متواصلة لليوم.

"ملامح السرد العراقي في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين" عنوان الندوة التي تقام عند السابعة من مساء بعد غدٍ الأربعاء في "بيت السناري" في القاهرة، بتنظيم من "مختبر السرديات" في "مكتبة الإسكندرية" ويتحدث خلالها الناقدان العراقيان وثائر العذاري وجاسم الخالدي، ويديرها الكاتب منير عتيبة.

يتناول المشاركان "المتغيرات الكبيرة التي طرأت على السرد العراقي بعد الاحتلال 2003، حيث انتقل الوسط الثقافي العراقي نقلة مفاجئة من تقييد الحريات والرقابة المشددة الى حالة اشبه ما تكون بالانفلات، فضلاً عن أثر الحروب التي خاضها العراق منذ عام 1980"، بحسب بيان المنظمين.

يشير العذاري في مقال سابق إلى أن المثقف العراقي شعر في هذه الفترة بانعتاقه من قيد الدكتاتورية، لكنه في الوقت نفسه؛ شعر بالغربة، إذ لم يكن هناك منظومة ثقافية واضحة تستطيع استيعاب الجميع وإتاحة الفرصة للاختلافات أن تتعايش، ومنذ ذلك اليوم تعيش الثقافة العراقية حالة البحث عن هذه المنظومة الغائبة التي يمكنها أن تكون حاضنة للجميع من غير أن تفرض عليهم حدودً أيديولوجية تقيدهم.

ويوضح أستاذ الأدب الحديث "ليست الرواية بدعاً من ذلك، فالروائي كغيره كان في هذا الوسط مثل نبتة برية، عليه أن ينمي قدراته وأفكاره معتمداً على نفسه ومن غير هدى يهديه، فضلاً عن أن كلاً منهم واقع تحت تأثير ثقافة إثنية أو دينية من تلك التي تكرست في المجتمع العراقي بعد الاحتلال، وسواء اعترف بضغطها أم لم يعترف فهو ليس بمنجى من أثرها في إبداعه، ونتيجة ذلك كله كان كل روائي نسيج وحده، لا يربطه رابط بمنظومة ثقافية جامعة، وهذا يصدق أكثر على أولئك الذين استهلوا مشوارهم الروائي بعد الاحتلال".

أما الخالدي فيعاين القصة القصيرة، والتي نشر حولها دراسة سابقة رأى فيها أن "موضوع الحرب وما يرتبط به حصار، وتهجير قسري، ونفي، وطائفية كانت سبباً لتداعيات الحرب ونزق النظام السياسي، في مقدمة الموضوعات التي تناولها الكتّاب العراقيون، بعيداً عن التعبئة التي كانت سائدة قبل سنة 2003، وهو النوع الغالب على قصة الحرب العراقية؛ إذ أطلّ القاص العراقي بعدها على الحرب من جانبها الإنساني".

يذكر أن الندوة في أحد حلقات النقاش في المشروع الذى أطلقه مختبر السرديات تحت عنوان "ملامح السرد العربي في القرن الحادي والعشرين"، حيث يصدر في نهايته كتاب يضمّ الدراسات التي ستبين والمشترك والمختلف في هذه الملامح بين البلدان العربية.

المساهمون