"طبرقة للجاز": موسيقى تعود إلى أفريقيا

تشهد تونس اهتماماً أكبر بالجاز قياساً ببلدان عربية أخرى، خاصة في تنظيمها للعديد من المهرجانات المتخصّصة في هذا النمط الموسيقي الذي برز في منتصف القرن التاسع عشر التي مزج بها الأفارقة الأميركيين إيقاعات تنتمي إلى تراثهم مع ألحان تعلمّوها في الكنيسة.

وتأسّتت في السنوات الماصية تظاهرات جديدة، منها "مدينة جاز" التي انطلقت دورتها الأولى عام 2018 في العاصمة التونسية، وكذلك "جاز في قرطاج" التي اختتمت دورتها الثالثة في نيسان/ أبريل الماضي، و"سيكا جاز" التي أقيمت دورتها الخامسة في آذار/ مارس 2019.

"مهرجان طبرقة للجاز" الذي يحمل اسم المدينة الساحلية في شمالي البلاد، يعدّ التظاهرة الأقدم حيث أنشئت سنة 1996، وستفتتح فعاليات دورته السابعة والأربعين عند التاسعة والنصف من مساء اليوم الثلاثاء، وتتواصل حتى الرابع والعشرين من الشهر الجاري.

لم تتنظم معظم الدورات في السنوات الماضية بسبب عدم جاهزية "مسرح البحر" في المدينة الذي يحتضن جميع العروض، ويعود ذلك لصعوبات مادية تعرّض لها المهرجان ما أدى إلى إلغائه عدّة مرات بدءاً من عام 2008، أو الاعتذار عن حضور عدد من الفرق المستضافة في بعض الأعوام.

تحت شعار "العودة للجذور"، تُفتتح العروض بحفل للموسيقي الغيني الفرنسي مو كوياتي الذي يؤدي مقاطع من ألبومه الجديد "في توكي" حول "أفريقيا جديدة" التي عانت من الاستعمار والتمييز العنصري والهجرات على مدار سبعة قرون.

في اليوم الثاني، يقام حفل للموسيقية التونسية عليا السالمي التي تجمع بين الجاز والموسيقى المعاصرة والارتجال بمشارمة الفرقة النمساوية "آندروز آند ذي بروف ستيلر هورنز"، إلى جانب حفل يجمع بين الفنان التونسي ياسين بولعراس" الذي سيقدم آخر مشاريعه "أفريقيا"، وهو مزيج بين الجذور االفريقية والموسيقى التونسية مع مغنية الجاز والبلوز األمريكية ميرال غالن.

كما يقام حفل لـ"مجموعة "الميتال التونسي الشرقي" (نواثر) التي تضمّ كلّ من الفنانين هشام بن عمارة وعبد الرؤوف الجلاصي وريمة النقاش وسيف الدين الوهيبي ويزيد بوعفيف وشيماء قدور، وتقدم موسيقى ممزوجة بين موسيقى الروك والمقامات التونسية، وحفل آخر لمجموعة "ميراث" التونسية، وتختتم الدورة مع المغنية والمؤلّفة الموسيقية الجامايكية ديانا كينغ اسلبت المقبل.