"رأساً على عقب": غيلبرت وسوليفان في الأوبرا

"رأساً على عقب": غيلبرت وسوليفان في الأوبرا

20 اغسطس 2019
(من الفيلم)
+ الخط -

على مدار خمسة وعشرين عاماً، اشترك الموسيقيان الإنكليزيان دبليو. س. غيلبرت (1836 - 1911) وآرثر سوليفان (1842 - 1900) في تقديم أربعة عشر عملاً أوبرالياً كوميدياً، في شراكة نادرة لم يعرف مثلها العصر الفيكتوري في نهاية القرن التاسع عشر.

تضمّنت أعمالهما عبثية وسخرية تجاه المجتمع في مرحلة شهدت انفتاحاً في جميع مجالات الثقافة والفنون في مسار موازٍ للثورة الصناعية، وبدأت الموسيقى بالتغيير، سواء بالتوّجه نحو مقطوعات أقصر أو إلى الإيقاعات الشعبية وتقديم الحياة اليومية وتفاصيلها.

"رأساً على عقب" عنوان الفيلم الذي يُعرض عند السادسة من مساء اليوم الثلاثاء في "مؤسسة عبد المحسن القطّان" في مدينة البيرة الفلسطينية. يتناول العمل الذي أُنتج عام 1999 للمخرج الإنكليزي مايك لي حياة الموسيقيَّين الإنكليزيين جيلبرت وسوليفان.

يركّز الفيلم، الذي يُقدَّم ضمن برنامج الأفلام الأسبوعي بالتعاون مع "مركز الأفلام البديلة - سيماتِك" في القاهرة، على عملهما الأسطوري، والأوبرا الكوميدية، و"الميكادو" من عام 1885، مفصلاً تلك العداوة المرحة بين الثنائي الموسيقي، في محاولة لاستكشاف الحقائق القاسية للتعبير الإبداعي.

قدم الفنانان ابتكارات في المحتوى والشكل أثرت بشكل مباشر على تطور المسرح الموسيقي حتى القرن العشرين، كما أثرت على الخطاب السياسي وعلى الأدب والسينما والتلفزيون في مطلع القرن العشرين، عبر سخريتهما العميقة تجاه كثير من السلوكيات الاجتماعية وتصرّفات السياسيين.

بدأ غيلبرت في سن باكرة كتابة القصص المصورة والقصائد والمقالات، والتي ستشكّل في وقت لاحق مصدر إلهام لأعماله في الأوبرا، خاصة "قصص باب"، التي مزج فيها أحداثاً واقعية بأسلوب سوريالي ينزع نحو الكاريكاتيرية والمبالغة، حيث "يروي حكايات فاضحة أو فظيعة يطريقة محكمة" على حد وصف مايك لي.

أما سوليفان فقد تعلّم العزف على آلات عدّة في الثامنة، والتحق بالأكاديمية الملكية للموسيقى، وكانت أولى مؤلّفاته الموسيقية لمسرحية "العاصفة" لشكسبير عام 1961، والتي حقّقت له شهرة واسعة، وبعد خمسة أعوام قدّم عمله الأوبرالي الكوميدي الأول بعنوان "كوكس آند بوكس".

في عام 1871، سيجمع المنتج جون هولينغسهيد الموسيقيَيْن لإنتاج موسيقى عيد الميلاد، ثم انقطعا عن العمل سويةً لثلاث سنوات قبل أن يعودا في أوبرا "محاكمة لجنة التحكيم" التي تنتقد المحامين وسير القضاء في المحاكم، ثم توالت أعمالهما المشركة ومنها: "المشعوذ"، و"الميكادو"، و"الصبر".

المساهمون