"فنون الأداء": في إعادة تعريف الفولكلور

عبّر مفهوم فن الأداء مع ظهوره في ستينيات القرن الماضي عن حيرة مفاهيمية واكبت عصر ما بعد الحداثة، حيث تعدّدت حوله التنظيرات التي ذهبت بعضها إلى اعتباره نقيضاً للمسرح بعناصره الكلاسيكية لاستيعابه إبداعات فردية لا تتوجّه لمتلق مباشر، وأنه تفكيك لمفهوم القاعة الذي فرضته نخبة البرجوازية لقرون مضت.

واجه المفهوم التباسات إضافية عند نقله إلى الثقافة العربية، حيث تعامل معه أغلب المشتبكين به كتطوير أو امتداد ما للمسرح مع استثناءات عديدة هنا وهناك، ولم تتشكّل مدونة نقدية كحال العديد من حقول الإبداع، من أجل تثبيت مقاربات متماسكة حوله.

في هذا السياق، تنطلق فعاليات الدورة الأولى من "مهرجان فنون الأداء" عند السابعة من مساء غدٍ الخميس على خشبة "المعهد العالي للفنون المسرحية" في القاهرة، والتي تتواصل حتى الثالث من الشهر المقبل.

رغم أن الجهة المنظّمة متمثّلة بـ"المعهد العالي للفنون الشعبية" التابع لـ"أكاديمية الفنون" قد تأسّست عام 1981، إلا أن تظاهرتها قد تأخرت قرابة أربعة عقود بل إن تقديمها يحمل نوعاً من التبرير بالقول إن الهدف هو في "تغيير الفكرة الخاطئة عن أن المعهد مختصّ بالرقص فقط وإنما يحمل جميع المواهب الفنية من مختلف الجهات"، بحسب بيانها الصحافي.

البيان أشار إلى مسألة مهمة تتعلّق بـ"توضيح معنى فولكلور المصري من خلال العروض المشاركة" حيث تعدّ الفنون الشعبية مصدراً رئيسياً لفنون الأداء، لكنه عاد ليصنّف المشاركات أنها تضمّ سبعة عروض مسرحية ومعرض للفن التشكيلي ومعرض للتصوير الفوتوغرافي، ضمن رؤية لم تتجاوز التصنيف الكلاسيكي للفنون الذي جاء فن الأداء بمثابة انقلاب عليه.

تحمل الدورة الافتتاحية اسم فنان الباليه والأكاديمي عصمت يحيي الذي ساهم وترأس عدّة أكاديميات مصرية منها "المعهد العالي للباليه"، و"معهد الفنون الشعبية"، و"أكاديمية الفنون"، وله العديد من الأعمال مثل "عيون بهية"، و"الجمال النائم"، و"دون كيشوت".

يُفتتح المهرجان بعرض "أفراح القبة" المأخوذ عن رواية لنجيب محفوظ تحمل العنوان ذاته، يُخرجها ياسين رضوان، ويشارك في أدائه كلّ من علي أيمن، وندى نصار، وأحمد مصطفى، وإسراء حامد، وحاتم عبد الجليل، وشهاب غيث، وتصمّم لوحاته الاستعراصية لميس جمال.

كما يشارك عرض "الواغش" عن نص لـ رأفت الدويري وإخراج عبد الرحمن طارق، و"ثلاث حموات" عن نص لـ أبو السعود الإيباري، و"حكايات شعبية" عن نص لـ أحمد سمير وإخراج عبده بكري، و"روح أدهم" عن نص لـ بكري عبد الحميد وإخراج رؤيا الديدي، و"العرض الأخير" عن نص لـ حسام الطوبي وإخراج محمد جمال الراوي.