"الوطني لفن العيطة": في أنطولوجيا الصرخة

"الوطني لفن العيطة": في أنطولوجيا الصرخة

24 يوليو 2019
(ساحة مولاي يوسف في مدينة آسفي خلال الثلاثينيات)
+ الخط -

على مدار مئات سنين ظلّت العديد من الآداب والفنون الشعبية في المغرب خارج إطار التدوين باعتبارها تعبيرات تخصّ هوامش المدن الرئيسية وأطرافها النائية، وصولاً إلى القرن التاسع عشر حين ظهرت كتابات عدد من المستشرقين الذي نظروا إليها من باب الافتتان ببعض مضامينها الخارجة عن المألوف.

ورغم تكريس العديد من التظاهرات في مدن عديدة للاحتفاء بهذا الموروث في العقود الأخيرة، وبروز العديد من الدراسات ذات الطابع التسجيلي، إلا أن تلك المحاولات لم تجب عن تساؤل أساسي إن كانت المقصود استعادة هذه الفنون وعصرنتها أم تأسيس مدونة تاريخية حولها، نظراً إلى طبيعة التعامل معها كـ"فولكلور".

تنطلق عند السابعة من مساء الأحد المقبل، الثامن والعشرين من الشهر الجاري، فعاليات الدورة الثامنة عشر من "المهرجان الوطني لفن العيطة" في مدينة آسفي (325 كلم جنوبي الرباط) والتي تتواصل لثلاثة أيام، بتنظيم من وزارة الثقافة و"عمالة إقليم آسفي".

يتشابه شعار الدورة الحالية؛ "العيطة تراث لامادي من التوثيق إلى التثمين" مع شعارات تظاهرات مماثلة أقيمت خلال السنوات الأخيرة، وأتبعها تكرار لمقولة أن الحدث يأتي "انسجاماً مع استراتجية الوزارة الهادفة إلى الحفاظ عـلـى التراث اللامادي الوطـني، وضمان استمراريته ودعـم فن العـيطة، باعتباره لوناً فنياً أصيلاً من تراثنا الموسيقـي الوطني".

وكما العادة، تنظّم محاضرة بعنوان "أنطولوجيا العيطة" يلقيها الناشط والباحث إبراهيم المزند، والذي عمل على مشروع يحمل العنوان ذاته ويضمّ عشرة أجزاء تحوي سبعين مقطوعة غنائية سجّلها نخبة من أبرز شيوخ وشيخات العيطة، حصيلة التقاء أكثر من مئتي موسيقي قدّموا ما يحفظونه ثم تمّ تدقيقها على يد متخصّصين قبل إصدارها.

يحذّر المزند في مقابلات سابقة إلى أن هذا الفن مصيره الاندثار ما لم تصعد فرق شبابية وفنانين جدد يمكنهم لفت انتباه المتلقي، ويجري أيضاً نقله عبر تكوين أكاديمي وليس على نحو مرتجل وعشوائي، وتوثيق العديد من المقطوعات التي لم تحفظ حتى اليوم".

تتنوّع عروض المهرجان من خلال مشاركة فرق "تمثّل التنوع المجالي والجغرافي الحاضن لفن العيطة (المرساوي، الحصباوي، الحوزي، الجبلي، الزعري، وغيرها)، كما خصّصت منصتين الأولى للرواد في ساحة مولاي يوسف، والثانية للفنانين الشباب في ساحة محمد الخامس"، بحسب بيان المنظّمين.

المساهمون