شريف صالح: تفكيك مسرح يسري الجندي

شريف صالح: تفكيك مسرح يسري الجندي

20 يوليو 2019
شريف صالح
+ الخط -
تقيم "منصة الفن المعاصر/ كاب"، في الكويت محاضرة بعنوان "قراءة المسرح: تحليل علامات النص" يلقيها الأكاديمي والكاتب المسرحي شريف صالح عند السابعة والنصف من مساء بعد غد الإثنين، حيث تركز المحاضرة على اشتغال العلامات في النص، بالتطبيق على نصوص الكاتب المسرحي المصري يسري الجندي (1942).

تتناول المحاضرة، وفقاً لصالح، في تصريح لـ "العربي الجديد"، النصوص المسرحية كعلامات، معتبراً أن ثمة نوعين أساسيين من النصوص؛ الأول تفرضه الضرورة لتنظيم الحياة والعلاقات بين الأفراد والمجتمع والسلطة. والثاني نصوص وليدة حافز جمالي، تتجاوز سقف "الضرورة" والمستوى النحوي المألوف للغة، نحو مستويات جمالية خاصة.

وإذا كان النص المسرحي ينقسم بدوره إلى نصّين رئيسين هما نص الإرشادات الذي ينسب إلى المؤلف عادة، ونص "الحوار" الذي يأتي على لسان الشخصيات مباشرة، فإن العلامات المسرحية أيضاً تنقسم إلى نوعين، بحسب صالح.

النوع الأول هو علامات ذات طبيعة وصفية تمنح النص المسرحي خصوصيته وتميزه عن الرواية والقصيدة، هذه العلامات تتمثل في "القالب" الذي يأخذ شكلاً كتابياً مغايراً، وقد يحمل سمات بعينها تراجيدية أو كوميدية أو ملحمية.

"القالب" الذي اعتمده الجندي، وفقاً للمحاضِر، ليس نقياً تماماً، وليس صارماً.. فمعظم نصوصه تراجيدية الطابع، لكنها لا تخلو من سمات كوميدية، إضافة إلى الملحمية التي تعطي الجدارة للمشاهد المستقلة أكثر من بناء الفصول الأرسطي، وللسرد المتشعب والمتعدد في زمنيته.. كما توجد سمات من المسرح الشعبي كمسرح الحكواتي الذي يلجأ إلى الرواة.

والحوار هو أيضاً علامة مسرحية، حيث تجلى عبر صيغ مختلفة أبرزها "تبادل الدور" بين شخصتين أو أكثر، و"التحقيق" عندما يمارس أحد المتكلمين السلطة على آخر، و"التجنيبة" أو الحوار الجانبي الهامس، والحوار مع الذات "المناجاة"، أو عبر استحضار مستمع صامت، أو جمهور عام.

أما النوع الثاني من العلامات فلا تتعلق بتحديد ماهية النص المسرحي، وتحديده كخطاب لغوي، بل تتعلق بتشييد كون مسرحي تخييلي، وتشييد الفضاء النصي، عند الجندي، حيث جاء غالباً في هيئة ساحة حي شعبي، أو محكمة متخيلة، ليتيح حشد الشخصيات من عامة الشعب، ومساءلة الأبطال، وإعادة النقاش حول معاني العدل والحرية.

يقول صالح: "لا تفصل النصوص مفهوم الوطن عن امتداده وسياقه العربي والإسلامي، وهو ما يظهر في وجود نصين عن القدس وفلسطين هما "ماذا حدث لليهودي"، و "واقدساه"، ونص ثالث عن الجزائر "الطفل الجميل الذي لم يمت". كما تنوعت نماذجه البطولية من زمكانيات عربية وإسلامية متباينة".

ويرى أنه "إذا ما تم ربط النصوص بسياقها التاريخي، عقب نكسة يونيو، ذلك الجرح الهائل في نظام عبد الناصر بأحلامه القومية، فإنها جميعاً، كانت محاولات متكررة لعلاج ذلك الجرح. للتأكيد على قناع عبد الناصر كمخلص وبطل شعبي طال انتظاره، إذا ما التف الشعب حوله، في مقابل رفض قناع عبد الناصر كديكتاتور، وما يرتبط به من فساد الحاشية والانتهازية".

يذكر أن لشريف صالح، الحاصل على جائزة أفضل مؤلف من "مهرجان أيام المسرح للشباب" في الكويت، عدة مسرحيات منها "رقصة الديك" و"عيون الغابة" التي تتوجه إلى الطفل وغيرها.

دلالات

المساهمون