أندريا كاميلليري.. رحيل عن صقلية ورواية الجريمة

أندريا كاميلليري.. رحيل عن صقلية ورواية الجريمة

17 يوليو 2019
(1925 - 2019، فيتوريو زونينو سيلوتو)
+ الخط -

حتى صدور روايته الثلاثين العام الماضي، ظلّ كاتب روايات الجريمة الإيطالي أندريا كاميلليري (1925- 2019) الذي رحل اليوم الأربعاء، يعيد مقولته الشهيرة بأنه لا يريد تجميل صورة المافيا في عيون متابعيه، كما فعل كتّاب آخرون نالوا شهرة أوسع منه.

ولد صاحب "شكل الماء" في جزيرة صقلية، أقصى جنوب إيطاليا، والتحق بكلية الآداب عام 1944، لكنه لم يواصل دراسته في وقت بدأ ينشر قصائد وقصص قصيرة في الصحف المحلية، ولم تمض سوى سنوات قليلة حتى توّجه نحو الدراما، ليتخرج من "أكاديمية سيلفيو داميكو للفنون المسرحية".

بدأ كاميلليري مشواره بالعمل كمخرج وكاتب سيناريو، حيث قدّم على الخشبة عدداً من أعمال الكاتبين الإيطالي لويجي بيرانديللو والإيرلندي صمويل بيكيت، وحتى حين جذبه عالم الجريمة كفضاء تخييلي لم تغادر كتاباته تأملاته في شجرة الزيتون البرية والبحث وراء رمزية الأشياء. انتقل بعدها إلى التلفزيون، حيث قدّم العديد من الأعمال التي لاقت بعض الاهتمام، ليقرّر العودة عام 1977 إلى "أكاديمية الفنون الجميلة".

كتب كاميلليري روايته الأولى بعنوان "طريق الأشياء في الذهاب" عام 1978، ثم قدّم سيناريو فيلم "خيط الدخان" سنة 1980، ولم ينل كلا العملية رواجاً يُذكر، ثم بعد انقطاع دام لاثني عشر عاماً، يكتب روايات جديدة ضمن سلسلة "موسم الصيد" التي تصدّرت الكتب الأكثر مبيعاً.

في عام 1994، أصدر سلسلة طويلة من الروايات تحت عنوان "شكل الماء"، أو التي اشتهرت بروايات المفتش مونتالبانو، اسم بطل السلسلة، وهو محقق صقلي يعمل في شرطة مدينة فيغيتا، المكان المتخيّل الذي اخترعه وضمّن فيه كل معارفه وخبراته حول مسقط رأسه؛ صقلية.

خلال العقد التالي، سينال العديد من الجزائر والتكريمات ويصبح أحد أبرز الروائيين في بلاده، بعد أن تخطّت مبيعات رواياته عشرة ملايين نسخة، وترجمت أعماله إلى لغات عديدة، في مقدّمتها الإنكليزية، حيث انتشرت أعماله في بريطانيا وتحوّلت إلى مسلسلات تلفزيونية.

عُرف عن الكاتب الإيطالي نهمه للتدخين والطعام والشراب، وآرائه المتطرفة في المجتمع والسياسية والدين، ومواقفه الناقدة ضد سياسات اليمين الإيطالي المعادية للمهاجرين، والتي اعتبرها عودة إلى الفاشية، مستعيراً قصة الفلاح الصقلي الذي سأله أعمى عن المستقبل في ثلاثينيات القرن الماضي، فأجابه الفلاح بأن العماء لا يحجب أن القادم أسود.

المساهمون