كازيمير ماليفيتش: أيام أُخر في الدوحة

كازيمير ماليفيتش: أيام أُخر في الدوحة

05 يونيو 2019
(من اعمال كازيمير ماليفيتش)
+ الخط -

بقدر ما مثّل الفنان الروسي كازيمير ماليفيتش (1879 - 1935)، الذي يُقام معرض لمجموعة من أعماله في غاليري "مطافئ: مقر الفنانين" بالدوحة منذ الرابع والعشرين من الشهر الماضي، جانباً من التحوّلات الكبرى التي شهدها الفن الحديث في روسيا وأوروبا بشكل عام مطلع القرن الماضي، فإنه أيضاً من القلائل التي ظلّت تجربتهم وتنظيراتهم حاضرة إلى يومنا هذا، ومؤثّرة بشكل كبير في تطوُّر الفنون والعمارة.

كانت نقطة التحوّل الأساسية حين ذهب بالتجريد إلى أقصى مداه، معلناً نهاية المنظور والتمثيل الموضوعي في الفن، وطَرح مفهوم تفوُّق اللون والشكل باعتبارهما التجسيد الحقيقي للقيمة الجمالية، من خلال حركة "التفوقية" التي مهدّت لتغييرات جذرية في تاريخ الفن.

كان من المقرّر أن يختتم المعرض الذي يحمل عنوان "كازيمير ماليفيتش: أسطورة الفن التجريبي الروسي" نهاية الشهر الماضي، لكن هيئة "متاحف قطر" أعلنت عن تمديده حتى بعد غدٍ الجمعة. المعرض، الذي يضم أكثر من مئة عمل فني تنتمي إلى مجموعة "متحف الدولة الروسي"، يسلّط الضوء على تأثير الظروف العالمية المحيطة بالفنان ورياح التغيير السياسي في المنطقة على العمل الذي أنتجه حتى رحيله.

يسرد المعرض كيف تحوّل ماليفيتش إلى قوة ذات تأثير كبير على الفن الحديث في القرن العشرين، عندما أتت أعماله لتُغيّر نظرة الناس حول العالَم للفن، كما يرصد تطور هذه الأساليب، مقدماً نماذج لأعمال الفنان التي أنتجها على مدار مسيرته المهنية، وتشمل رسومات تخطيطية وتصاميم لملصقات أبدعها في مراحل مبكرة من حياته المهنية، ولوحات تكعيبية واستشرافية وأعمالاً خزفية ومنحوتات معمارية.

وكانت "متاحف قطر" أصدرت الشهر الماضي كتالوغاً يحمل عنوان المعرض نفسه، ويتضمّن تقديماً عن سيرة الفنان الروسي وكيف أدخلت لوحاته تغييراً مستداماً على عالم الفن، ويتوفر في "متحف: المتحف العربي للفن الحديث"، و"متجر كاس آرت" في غاليري "مطافئ: مقرّ الفنانين".

تمثّل الأعمال المعروضة مراحل مختلفة عاشها الفنان الذي وُلد في مقاطعة تقع داخل حدود بولندا حالياً، ونشأ مع عائلته في أوكرانيا، حيث عمل في هيئة سكة الحديد قبل أن يترك عمله وزوجته الأولى ويسافر إلى موسكو، حيث قرّر الانتساب إلى مدرسة "الرسم والنحت والعمارة" التي لن تقبله بعد تقديم طلبين للالتحاق بها.

يذكر أن التصوّر الأول للمعرض وُضع خلال العام الثقافي 2018، كامتداد لـ"معرض الفن الروسي التجريبي.. بين الرواد وحاملي الشعلة" الذي أقيم العام الماضي.

دلالات

المساهمون