"لوتس": لقطة واحدة لبدء الحياة

في سنة 2002، أُطلقت جماعة "فنانو اللقطة الواحدة" قرب باب زويلة في القاهرة، والتي ضمّت في بداياتها خمسة عشر فناناً اجتمعوا على إعادة إنتاج الثقافة المصرية بمستويات متعدّدة منها تجسيد الحياة الشعبية؛ المساجد والمقابر والقلاع والتكايا، وتوثيق أصحاب عدد من المهن.

"لوتس" عنوان المعرض الخامس والثلاثين الذي افتتحته الجماعة الخميس الماضي في قاعتي "نهضة مضر" و"إيزيس" التابعة لـ"مركز محمود مختار الثقافي" ويتواصل حتى نهاية الشهر الجاري، ويضم مئة وثمانية عشر عملاً لخمسة وخمسين فناناً.

يهدف المعرض إلى التفاعل في تسجيل لحظة زمنية ومكانية بعينها هو المحور الأساسي للورشة التي أسّسها المنتمون إلى المشروع، الذي يهدف أيضاً إلى تدريب أعضائه الذين تنقصهم بعض الأساسيات أو الاطلاع على تقنيات جديدة في الرسم عبر معمل فني أطلقوا عليه اسم "اللقطة الصغيرة".

قام المشاركون برسم زهرة اللوتس الكائنة في بحيرة حديقة الأورمان (زهرتان تعلو واحدة منهما الأخرى)، وتناولها كلّ منهم بأسلوبه، ومنهم من أعاد صياغتها برؤى خاصة بكل منهم، وباستخدام أدواتهم، التي تنوعت بين الألوان الزيتية والمائية والباستيل والأحبار والطباعة والكولاج والجواش غيرها من التقنيات.

ترمز هذه الزهرة بألوانها البيضاء والزرقاء والحمراء والتي تتفتح لمدة خمسة أيام فقط، في الحضارة المصرية القديمة إلى بدء دورة حياة جديدة، وحملت قدسيتها منذ الألف الثالث قبل الميلاد، إذا لم تكن مجرد عنصر لزخرفة جدران المعابد أو تصنيع العطور وأدوات التجميل والتزين، بل كانت ترمز إلى الخلق.

تعدّت زوايا النظر إلى اللوتس في المعرض، حيث رسمها بعضهم مقلوبة الشكل في دلالة على عملية استخراج العطور منها، كما ظهرت في بغض اللوحات لتحيل إلى قدرتها على تسكين الألم وعلاج الكثير من الأمراض، أو في إحالتها للبعث في الفجر الذي تشير الميوثولوجيا الفرعونية إلى موعد تفتّحها.

من بين الفنانين المشاركين: منال حسن، أحمد ابو الحسن، وإسراء ريان، وإيمان عبد الكريم، ودعاء البنا، وداليا نجيب، ومروة خالد، ورانيا سيف الدين، ورضوى محمد، وعبد الرحمن عز الدين، وفائزة محرزي، وعمرو قنديل، وماريا محب، وهاجر محيي الدين، ونهال هاني، وهبة محمود سعد، وهمت عبد القادر، وياسمين موسى، ويمنى نوار، وياسمين بطايحي.