أن نكتب

أن نكتب

21 يونيو 2019
إبراهيم بيرمو - القسم الثقافي
+ الخط -

لست بذاك الشخص الذي يميل إلى تحديد أهداف في الحياة، أللهم غير أن يكتب. أن يفعل ذلك كلّما تيسّر، محاذراً الاختلاق.

بالنسبة إليّ، ولغيري من الزملاء، فالحياة هي أن نكتب. أي أن نهتم بكل ما لا يهتم له وبه الآخرون من خلْق الله. هؤلاء الذين أحبّهم والله، ولكني لا أستطيع العيش مثلهم. وليس من النادر أن أتصوّر الكاتب كغافل أو حتى كمغفّل.

حتى أني كلّما سمعت الناس تصفني بهاتين الصفتين (لا هناك فقط، وإنما هنا كذلك)، لا أستاء. فما دمتُ هكذا، فعلى الأرجح أنني كاتب. وهذا يسعدني، وقد انعدمت مسالك السعادة، من قبل ومن بعد. على الأقل، يجد المرء لنفسه حيثية يتشبّث بها، وسط قحالة الحيثيات.

في حياتي، أستغني عن ذكاء العوام والخواص جميعاً. ولو خُيّرت بين خيارين، لاخترت ـ في الحد الأقصى ـ أن يستغفلني الناس بدل أن أستغفلهم.

أي نعم.

كاتب يخلو من روحية التسامح والغفران والتفهُّم، ليس بكاتب.

وفي حياتنا، كما في حياة غيرنا، هنالك الكثير جدّاً من "الشطّار". فهل مرّةً وجدت بينهم كاتباً عليه القيمة؟

تحضرني، هنا، عشرات القصص التي كنت فيها طرفاً، وبلوت ما يبلو غيرُ الشطّار من الشطّار.

إلّا أنَّ المقام لا يتّسع.


* شاعر فلسطيني مقيم في برشلونة

المساهمون