"مصر في الاستشراق الروسي": استعادة سريعة

"مصر في الاستشراق الروسي": استعادة سريعة

18 يونيو 2019
(القاهرة في منتصف القرن التاسع عشر)
+ الخط -

يركز كثير من الدارسين على التمييز بين الاستشراق الروسي والاستشراق الأوروبي؛ ففي حين ارتبط الثاني بحركة الهيمنة الاستعمارية، كان الأول مدفوعاً بالفضول المعرفي ولذلك وُصف بالموضوعية.

رغم ذلك، وربما بسبب ذلك، حظي الاستشراق الأوروبي باهتمام الدارسين والباحثين العرب أضعاف الاستشراق الروسي الذي كان جزءاً من السياسات الخارجية للقياصرة، ضمن ما يُعرف بـ "الحلم بالمياه الدافئة".

وربما تكون مصر محطة أساسية مر فيها أي مستشرق يتطلع إلى معرفة جيدة بالشرق، من هنا تأتي الندوة التي ينظمها "المجلس الأعلى للثقافة" في القاهرة عند السادسة من مساء بعد غدٍ الخميس، تحت عنوان "مصر في الأدب والاستشراق الروسي".

يشارك في الندوة عدد من الباحثين في الموضوع؛ من بينهم كارم الغمري أستاذ الأدب الروسي المقارن والعميد الأسبق لكلية الألسن، ومحمد نصر الجبالي رئيس قسم اللغة الروسية في كلية الألسن بجامعة عين شمس، وسيرجي كيربيتشينكو، السفير الروسي في مصر، وشريف جاد من المركز الثقافي الروسي، والباحثة نورهان الشيخ. تأتي الندوة ضمن خطة الأنشطة التي تنظم على مدار عام بمناسبة تخصيص 2020 عاماً للثقافة المصرية الروسية.

من أبرز المستشرقين الروس إغناطيوس كراتشيكوفسكي الذي يعد مؤسس مدرسة الاستشراق الروسية، والذي وضع منهجاً لدراسة تاريخ العرب وآدابهم وكان أول من ترجم معاني القرآن إلى اللغة الروسية، ولا يزال الدارسون يلجأون إلى هذه الترجمة عند التحقق من صحة ترجمة معاني بعض السور القرآنية.

ترأس كراتشيكوفسكي "الجمعية الأكاديمة الروسية" و"معهد دراسات الاستشراق"، وقام برحلة علمية إلى الشرق (1908 - 1910) التقى خلالها في مصر بطه حسين ومحمود تيمور، وفي لبنان أمين الريحاني وميخائيل نعيمة الذي عاش في روسيا فترة طويلة.

وساهم كراتشيكوفسكي، إلى جانب المصري محمد عياد الطنطاوي، في انطلاق الترجمة بين العربية والروسية في النصف الأول من القرن التاسع عشر.

ويعتبر عام 1817 بداية مرحلة مفصلية في تواصل الثقافتين العربية والروسية، حيث افتتح "المتحف الآسيوي" في مدينة بطرسبرغ على يد أحد كبار المستشرقين، خ. د. فرين، وفيه قائمة كبيرة من المخطوطات العربية، ثم تأسست "كلية اللغات الشرقية" في جامعة بطرسبرغ والتي تضم قسماً للغة العربية وآدابها.

دلالات

المساهمون