أسامة بعلبكي.. "مائيات" الريف والمدينة

أسامة بعلبكي.. "مائيات" الريف والمدينة

12 يونيو 2019
(من المعرض)
+ الخط -

منذ معرضه الفردي الأول "لوحات باللون الأسود" عام 2004، يقدّم الفنان اللبناني أسامة بعلبكي (1978) رؤية متماسكة في رصده لتحولات المدينة وتغوّل العمران العشوائي على مساحات الطبيعة، لكن انعماسه في هذه المنطقة لم يلغ فرادة الأسلوب والتعامل مع اللون والتقنيات.

لا تغادر اللوحة المكان ولا الزمن الراهن، هذان الشرطان الأساسيان لتقديمها لديه، وهو في ذلك لا يستغني عن تلك المسحة الرومانسية في نسج عمله، وكأنه يلتقط تلك اللحظة التي يتسلل فيها ضوء صغير إلى العالم أو قبيل تلاشيه بقليل، وهناك سيرسم مشهده من أشجار وغيم وبشر وحجر.

في معرضه الجديد "مائيات"، الذي يفتتح عند السادسة من مساء غدٍ الخميس في "غاليري أجيال" في بيروت ويتواصل حتى العشرين من الشهر المقبل، يقدّم سلسلة مائيات جديدة تجسّد التحولات التي طالت المشهدين المديني والريفي في لبنان.

يقدّم بعلبكي "مجموعة حديثة من الألوان المائية التي توسع موضوعها، وتنتشر في كل ممارسته، عبر تحويل المناظر الطبيعية الحضرية والريفية في لبنان"، بحسب بيان المنظّمين الذي يشير إلى أنه "يرسم كذلك ما يراه وهو يتحرك في جميع أنحاء مدينة بيروت وأطرافها"، حيث يبرز على نحو يبعث على الحزن التوتر بين القديم والحديث، وبين الطبيعة والثقافة التي يتمّ تطبيعها كجزء من المشهد الطبيعي.

تتميز ألوان الفنان المائية في توضيح هذا التوتر، بحسب البيان ذاته، ومن خلال ضرباته الواسعة والسريعة وألوانه الجريئة والمخففة، فإنه يعترض على حركة التاريخ وحركته في لحظة واحدة.

تنزع معظم أعمال الفنان اللبناني إلى التجريدية الشاعرية وإبراز التباين بين العتمة والنور، فلا يكتمل الأزرق الذي يكشف تفاصيل المدينة في الليل من دون ذلك الأصفر أو البرتقالي في خلفية الأفق في لحظة تتكرّر في معظم أعماله؛ لذلك غالباً ما ترسم لوحاته الغروب وكأنه يشير إلى مفارقة وجودنا في عالم يوشك الضوء على مغادرته دوماً.

المساهمون