إبراهيم الحيسن: حول الاستشراق الفني في المغرب

إبراهيم الحيسن: حول الاستشراق الفني في المغرب

06 مايو 2019
من أعمال هنري ماتيس عن المغرب
+ الخط -

"الاستشراق الفني في المغرب، إيقونوغرافيا مغايرة"، كتاب جديد للناقد التشكيلي والباحث المغربي إبراهيم الحيسن، تلا كتابه الذي صدر مؤخراً أيضاً بعنوان "الكاريكاتير في المغرب" من منشورات "جمعية أصدقاء متحف الطنطان".

في بداية الكتاب يتناول المؤلف الاستشراق بشكل عام ومفهومه وعلاقته بالفن التشكيلي، ويمر على بعض الثيمات التي ارتبطت به تشكيلياً مثل الحريم، وارتباطه بالعصر العثماني والقصور والحرملك والمحظيات وما إلى ذلك.

وفي الفصل التالي للمقدمة، يتناول الحيسن أشكال التصوير والرسم الأوروبي في المغرب، فيتوقف عند رسامي البورتريهات والخرائط والصور الإيضاحية التي تعود إلى بداية القرن السادس عشر.

من الفنانين الذين يعود إليهم الكتاب الفرنسي أوجين دولاكروا (1798 - 1863)، أحد رواد المدرسة الرومانسية الفرنسية، الذي سافر عام 1832 إلى المغرب، وأمضى في المغرب العربي زمناً طويلاً، تاركاً مئات وربما آلاف الرسوم، وملأ دفاتر كاملة بالملاحظات التشكيلية حول مشاهداته، تحولت إلى لوحات لدى عودته إلى باريس، مثل: "طنجة"، و"صيد الأسود"، و"خيول عربية تتصارع في الأسطبل"، و"مغربي يسرج حصانه".

كما يتطرق إلى تجربة الفرنسي هنري ماتيس (1869-1954)، الذي أقام في طنجة بين عامي 1912 و1913، ورغم قصر هذه الإقامة نسبياً، إلا أن هناك من اعتبرها مؤثرة سواء في بعض مراحل مسار هذا الفنان، أو في ملامح تطور الفن الأوروبي خلال مطلع القرن العشرين، والذي وصف انطباعه الأول عن الطقس في رسالة قال فيها "إن الضوء هنا ناعم للغاية، إنه شيء آخر غير الذي اعتدناه في (شمال) حوض المتوسط".

تطرق الحيسن أيضاً إلى تجارب دوفي وماريانو بيرتوتشي وجاك ماجوريل وفنانين آخرين وثقوا تشكيلياً ارتباطهم بالمغرب، كما عرّج على صورة المغرب من خلال البوستر الاستشراقي الذي ساهمت في طباعته ونشره مؤسسات وشركات أجنبية كثيرة تُعنى بالملاحة البحرية والسكك الحديدية والنقل الجوي والسياحة بالمغرب.

في فصل آخر يخصصه الحيسن إلى آراء ومواقف أيديولوجية وجمالية متفاوتة، يتحدث عن كيفية تأثير التجارب الأجنبية على بدايات التصوير لدى الفنانين المغاربة والتجارب المؤسسة في المغرب.

يذهب الحيسن إلى دراسة تجربة المدارس الفنية في المغرب في بداياتها، فيوثق لمدرستي الفنون الجميلة في تطوان والدار البيضاء، والفرق بينهما من حيث التأثيرات الإسبانية والفرنسية.

تحدث المؤلف أيضاً عن "جماعة 65" التي ضمت فريد بلكاهية ومحمد المليحي وآخرين من الرواد، وكان الحيسن قد تناولها أيضاً في كتاب سابق له هو "المنجز التشكيلي في المغرب- روافد وسمات".

التفت الحيسن أيضاً إلى المعمار الكولونيالي في الدار البيضاء، لافتاً إلى أن الكثير من التراث المعماري التقليدي للمدينة، وللمفارفة، لم يعد موجوداً سوى في لوحات الفنانين المستشرقين والبطاقات البريدية.

أما الكتاب الثاني للحيسن، "الكاريكاتير في المغرب- السخرية على محك الممنوع"، فيكتسب أهمية كمرجع، بالنظر إلى قلة المصادر في هذا السياق، إذ تناول تجربة الكاريكاتير في المغرب وظروف نشأته وولادته مع ما رافق ذلك من صعوبات.

المساهمون