"خيال كورديللو": تحية للفنان في سجون النظام السوري

"خيال كورديللو": تحية للفنان في سجون النظام السوري

05 مايو 2019
(زكي كورديللو)
+ الخط -
في الحادي عشر من آب/ أغسطس عام 2012، داهمت أجهزة الأمن التابعة للنظام السوري بيت الفنان المسرحي زكي كورديللو (1950) في إحدى ضواحي دمشق واعتقلته مع ابنه مهيار الذي كان طالباً في المعهد العالي للفنون المسرحية، ولا يزالان في المعتقل حتى اليوم.

الفنان الذي قدّم أكثر من عشرين عملاً في المسرح والإذاعة والتلفزيون، عُرف كصاحب إحدى إبرز التجارب في خيال الظل في سورية والعالم العربي، حيث قدّم في هذا السياق ثلاث مسرحيات للأطفال، هي: "الفتاة النشطة"، "مملكة النمل" و"أحلام مائية"، وثلاث للكبار، هي: "ظل ونور"، "ملحمة المعرّي" و"القبطان كركوز".

تقدم "فرقة مياس المسرحية" عند التاسعة والنصف من مساء السبت المقبل، الحادي عشر من الشهر الجاري، "خيال كورديللو" من تأليف وإخراج عمر بقبوق في "زيكو هاوس" في بيروت و"صالة باريش" في مدينة سراقب السورية، وهو عرض مسرحي متعدد الوسائط.

يمزج العرض بين أسلوبين فنيين متناقضين هما: فيديو السيلفي الذي انتشر في سورية بعد الثورة وفي مختلف أنحاء العالم، وخيال الظل وهو شكل مسرحي تقليدي انتشر في بلاد الشام في ظل الاحتلال العثماني، وعرفته سورية المعاصرة، حتى قام النظام بعد الثورة باعتقال الوريث الشرعي لهذا الفن الأصيل الفنان زكي كورديللو، الذي يعتبر العرض بمثابة تحية له.

يحاكي العرض موضوع العزلة والخوف، ويحاول أن يجمع الجمهور المسرحي السوري على منصّة واحدة بعد أن شتته الحرب والتهجير القسري والحصار، من خلال الاستفادة من تقنيات البث المباشر على وسائل التواصل الاجتماعي.

يتناول العرض ثنائية الظهور والاختفاء التي يختبرها السوريون، سواء كانت بالمعنى الحرفي للكلمة أو بالمعنى المجازي، حيث سيحاول العرض اللعب ضمن هذه الثنائيّة مستفيداً من تقنيات مسرح الظل ومن فيديو السلفي، بوصفهما مساحات تتغير فيها العلاقات بين الحاضر والغائب، وأثر النظام السياسي على هذه الأشكال من الأداء العلنيّ.

يشارك في تقديم العرض كلّ من الفنانين وليد أبو راشد، نادر عبد الحي، باسكال جلوف، عمار المأمون وآخرون، وتعدّ السينوغرافيا نور عويتي.

المساهمون