جمال ناجي.. رواية أخيرة

جمال ناجي.. رواية أخيرة

03 مايو 2019
(جمال ناجي)
+ الخط -

أكثر من أربعين عاماً تفصل بين روايته الأولى "الطريق إلى بلحارث"، التي كتبها في منتصف السبعينيات ونشرها عام 1982، وبين روايته "ثلوج الليلة الأخيرة" التي تصدر قريباً في غيابه، فقد رحل الروائي الفلسطيني جمال ناجي في السابع من أيار/ مايو 2018، وتصدر الرواية عن "دار الشروق" الذكرى السنوية الأولى لغيابه.

في أمسية تقديم الرواية التي انتهى منها ناجي (1954 - 2018) قبل رحيله بأيام قليلة، تقام عند عند السادسة من مساء غدٍ السبت، في "المركز الثقافي الملكي" بعمّان، يقدم الكتّاب مفلح العدوان، وجمال القيسي، وهند أبو الشعر، وفخري صالح، والناشر فتحي البس كلمات تتناول تجربة صاحب "مخلفات الزوابع الأخيرة" (1988)، و"الحياة على ذمة الموت" (1993)، و"ليلة الريش" (2004).

تدور أحداث "ثلوج الليلة الأخيرة"، التي يحمل غلافها لوحة رسمها الكاتب نفسه عام 2017، في ليلة واحدة تكشف عن علاقة ملتبسة في حياة صديقين، والتحولات التي قادت مصير كل منهما.

وكان ناجي قد كتب مقدمة لهذا العمل، قال فيها إن "شخوص هذه الرواية تسللوا إلى تعرجات ذاكرتي، عبثوا في مساحات روحي وأوراقي، كانوا متجانسين، متعبين إلى حد أن تمييزهم تطلّب وضع علامات وإشارات على جباههم أو أجسادهم خشية الخلط بينهم".

ويضيف: "كل ما فعلته أنني أعدت ترتيب حكاياتهم، ومناكفاتهم، ومؤامراتهم. لا يمكنني الادعاء بأنني من خلقهم أو أوجدهم، فهم موجودون من دوني، ربما أنطقتهم، لكني لا أستبعد أن أكون وقعت في شرك أفكارهم التي أطلقوها في فضاء هذه الرواية، لا أستبعد أن أكون قد عشت في عوالمهم، وليس العكس، مثلما قد يخطر في البال".

كثيراً ما عالج ناجي في أعماله مواضيع يبتعد عنها روائيون آخرون، مثل الاقتصاد والعولمة والمصائر الجديدة للبشر فيها، كما في روايته "الحياة على ذمة الموت" التي كانت مدخلاً له لتقديم رواية أدبية عن عالم المال والبزنس والإفلاس، وبدا كأنه استكملها في رواية "ليلة الريش" التي تدور أحداثها في الأوساط الاقتصادية من منظور نقدي.

قدم ناجي أيضاً الفوضى في المجتمعات العربية، والتناقضات والتنافر بين باطن الإنسان وظاهره، نتيجة الضغوطات السياسية والدينية والاجتماعية، وهذا هو موضوع روايته "عندما تشيخ الذئاب" التي وصلت إلى القائمة القصيرة لـ"الجائزة العالمية للرواية العربية" (البوكر) عام 2010.

يُذكر أن ناجي عاش طفولته المبكرة في أريحا، ثم انتقل إلى عمان إثر نكسة يونيو 1967، قبل أن ينتقل للعمل مدرساً في السعودية خلال سنوات 1975 و1977.

من أعماله التي كتبها للتلفزيون: "وادي الغجر"، و"حرائق الحب"، وصدر له في الرواية "وقت" (1985)، و"غريب النهر" (2012)، و"موسم الحوريات" (2015)، وله في القصة القصيرة "رجل خالي الذهن" (1989)، و"رجل بلا تفاصيل" (1994)، و"ما جرى يوم الخميس" (2006)، و"المستهدف" (2011).

المساهمون