ليلى دخلي.. من الاستقلال إلى الانفجار

ليلى دخلي.. من الاستقلال إلى الانفجار

24 مايو 2019
(غرافيتي في الخرطوم)
+ الخط -

تتخصّص الباحثة التونسية ليلى دخلي في التاريخ الفكري والاجتماعي المُعاصر للعالم العربي. فإلى حانب تدريسها في عدّة جامعات فرنسية مثل "إكس مارسيليا" و"السوربون"، أصدرت عدّة مؤلّفات من بينها: "التاريخ المعاصر للشرق الأدنى" (2015)، و"الشرق الأوسط في نهاية القرنين التاسع عشر والعشرين" (2016).

ضمن سلسلة ندوات ميدان المنيرة التي ينظّمها "المعهد الفرنسي" في القاهرة، تلقي دخلي عند الثامنة والنصف من مساء بعد غد الأحد، محاضرة تحت عنوان "التاريخ الاجتماعي للعالم العربي في فترة ما بعد الاستقلال"

تسلّط المحاضرة الضوء على واقع المجتمعات العربية منذ منتصف القرن العشرين إلى اليوم، وكيفية تفاعلها الثقافي والسياسي مع المتغيّرات الكبرى، وهو الموضوع الأساسي في معظم أبحاثها التي تقارب التاريخ العربي الحديث والمعاصر.

في مقال سابق لها، تشير الباحثة إلى عودة الاهتمام بالتحوّلات في المنطقة العربية بعد عام 2011، بغرض الإفلات من التصورات الجيوسياسية من جهة، ومن النظرات الاستشراقية إلى المجتمعات المنقسمة طائفياً، من جهة أخرى، مشيرة إلى أن إعادةَ الاعتبار للتاريخ الاجتماعي يعني مدّ البصر إلى ما وراء اختلاف الطوائف والأجناس بهدف فهم تباين الدخل وأنماط المعيشة في المنطقة والتعريف به.

في إطار تحليلها لواقع الأرياف التي تواصل تهميشها في البلدان التي شهدت احتجاجات في السنوات الأخيرة، تلفت دخلي إلى أن "ما جرى منذ نهاية ثمانينيات القرن الماضي، من دون أن يُعلن بشكل صريح، هو انقضاء العقد الاجتماعي الذي كان يربط الشعوب - خاصة طبقاتها الوسطى الريفية - بحكامها التسلطيين، وانتهاء ما كان يَعِدُ به من ارتقاءٍ اجتماعي ممكن".

وترى دخلي ضرورة الالتفات إلى "انقطاع الصلة المتفاقمِ بين النخب الاقتصادية المعولمة وسبلِ الارتقاء الاجتماعي الذي يزداد كل يوم إشكالاً واستعصاء، حيث أن العالم العربي يعيش في قلب الرأسمال في القرن الحادي والعشرين، بل يحتمل أنه أحد محركاته. فهو يغترف جزءاً كبيرا من ثرواته من ريع تستأثر به طبقة يزداد حجمها انكماشاً باضطراد وأيضاً انفصالها عن جذورها الوطنية، كما تتراجع قدرتها على الإمساك بمقاليد السلطة، لكنها لا تزال تحاربُ من أجل الاحتفاظ بمزاياها".

تناقش دخلي قضايا عديدة في هذا السياق، مثل العلاقات الزبائنية التي أقامتها الأنظمة العربية، وتعامل هذه الأنظمة مع الشباب حيث تتعطّل التنمية وتُرفع الشعارات المفرغة من مضامينها.

المساهمون