"عسكر الليل": استعادة تونس العشرينيات

"عسكر الليل": استعادة تونس العشرينيات

23 مايو 2019
(من المسرحية)
+ الخط -
يعيد الباحثون المسرح الغنائي التونسي إلى منتصف القرن التاسع عشر حيث بدأ على يد عدد من الموسيقيين مثل محمد التريكي وصالح المهدي، ونزعت معظم العروض إلى تقديم شخصيات تاريخية وسير شعبية مستمدة من التراث بشكل أساسي.

"عسكر الليل" عنوان المسرحية الغنائية التي تمّ تقديم عرضها الأول الاسبوع الماضي، وسيعاد تقديمها عند التاسعة والنصف من مساء الثلاثاء المقبل، الثامن والعشرين من الشهر الجاري، على خشبة "مسرح الجهات" في مدينة الثقافة في تونس العاصمة، عن نص لسفيان بن فرحات وإخراج مراد الغرسلي وكوريغرافيا سوار بن الشيخ.

يعود العمل إلى عشرينيات القرن الماضي، حيث عرفت تونس، رغم قيود الاستعمار، طفرة ثقافية في مجالات الغناء والشعر والكتابة، وتدور أحداثه في مناطق الحلفاوين وباب سويقة في المدينة العنيقة، ومنها "كبانية البراشن" حيث يجتمع فيها أبرز شعراء والصحافيين والنقاد، وحانوت "الحسوس" وفيه يستمع الحاضرون إلى الموسيقى، وفي بطحاء باب سويقة يلتقى محبو الغناء.

يستحضر الغرسلي العديد من الشخصيات التي كان لها دورها في تلك الحقبة في تعزيز الثقافة ودعم الفنون، ومنهم الكاتب علي الدوعاجي (1909 – 1949)، والشاعر مصطفى خريف (1909 – 1967)، والصحافي والإذاعي عبد العزيز العروي (1898 -1971)، والشاعر محمود بورقيبة (1910 – 1956)، والصحافي والمسرحي الهادي العبيدي (1911 – 1985).

كما يستعرض النص بدايات ظهور الأغنية التوسنية الحديثة، مع شخصيات حبيبة مسيكة وعاشر مزراحي وخميس ترنان، وكيف تمّت استعادة التراث وتقديمه في العديد من الأغاني التي لا تزال حاضرة في الذاكرة الشعبية مثل "على باب دارك" و"الربيع منور" وغيرها.

إلى جانب الفن والثقافة، تركّز المسرحية على حضور المرأة البارز في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي في ميادين مختلفة، وأن هذه المناخات والأجواء هي التي شكّلت حاضنة لمقاومة الاستعمار ونشر الوعي في المجتمع والتمهيد لطريق الحرية والتحرر في مرحلة لاحقة.

يجمع العمل حوالي عشرين ممثلاً وراقصاً وفناناً، من بينهم توفيق البحري وخالد هويسة وفتحي المسلماني، ويتضمّن ستّ عشر أغنية تمثّل صورة معبّرة عن مضمون المسرحية.

المساهمون