"دوم حكي".. بحثاً عن التناغم الصوفي

"دوم حكي".. بحثاً عن التناغم الصوفي

19 مايو 2019
(من عرض سابق للمجموعة)
+ الخط -
عقب الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مصر عام 2011، برزت مؤسسات ثقافية تحمل رؤى جديدة منها "مؤسسة دوم" التي تأسسّت منذ ستّ سنوات بهدف "ترسيخ ثقافة السؤال" عبر إنتاج مادة معرفية تعزز دعائم المدنية، من خلال نشر سلاسل كتب، وإقامة ورش عمل، وندوات، وعروض مسرحية.

تنوّعت الليالي التي تنظّمها المؤسسة تحت عنوان مجموعة "دوم حكي"، حيث قدّمت في أمسياتها رسائل شخصية لكّل من غسان كنفاني، وفرانز كافكا، وهنري ميلر، وجبران خليل جبران، وأمل دنقل، إلى جانب عروض تمثّل مخرجات ورشات يشارك فهيا حكاؤون وحكاءات منها "بينج بونج"، و"لوقت عوزة" و"خطّى العتَبة".

"تناغم.. قراءة في أشعار المتصوفة" عنوان العرض الجديد الذي تقدّمه المجموعة عند التاسعة من مساء الخميس المقبل، الثالث والعشرين من الشهر الجاري، في "المجلس الأعلى للثقافة" في القاهرة بمشاركة سحر الموجي، ورشا نشأت، وعمر سامح.

اقتبس عنوان العرض عن مقولة للمتصوّف الهندي حضرة عنايت خان (1882 – 1927) التي يرد فيها "في مسألة تناغم الإنسان، هناك شقين: التناغم بين الجسد والروح والتناغم بين البشر. إن مأساة العالم، في كل فرد على حدة وفي الجموع، تكمن في غياب التناغم. بإمكان الإنسان أن يمنح التناغم بأن يحققه في حياته هو".

وبحثاً عن التناغم في عالم مضطرب، تعود المجموعة أشعار المتصوفة وتجاربهم الغنية، فـ "الشعر فقط بكثافة لغته وقدرته على رسم صور تقترب من أعماق النفس وحيرتها وأشواقها الغامضة هو الأقرب إلى احتواء التجربة الصوفية وسعيها الدائم إلى التناغم"، بحسب البيان الصحافي.

تقدّم" دوم حكي" مختارات متنوّعة في الشكل والأسلوب ، إذ تدور القراءة في رحاب أشعار تتقصى طبقات الحب وأشكاله وترسم ملامح الألم والأمل والشوق إلى الوحدة والتوحد.

ومن مختاراتها قصيدة لجلال الدين الرومي يدوّن فيها "استمعي أيتها القطرة/ امنحي نفسك دون ندم/ وفي المقابل خذي المحبط،/ استمعي أيتها القطرة/ امنحي ذاتك ذاك الشرف/ وفي حضن البحر انعمي بالسلام./ يا لتلك النعمة.. محيط يغازل قطرة".

المساهمون