"الخوف ببلاد المغرب": عودة إلى العصر الوسيط

"الخوف ببلاد المغرب": عودة إلى العصر الوسيط

07 ابريل 2019
فريد بلكاهية/ المغرب
+ الخط -
تحت عنوان "خوف ببلاد المغرب في العصر الوسيط" يعود الأكاديمي محمد العادل لطيف، في كتابه الصادر حديثاً عن دار "زينب"، وسيوقع كتابه اليوم في "معرض تونس الدولي للكتاب".

ليست كثيرة الأبحاث العربية التي تنتمي إلى التأريخ النفسي الاجتماعي، ويعدّ كتاب لطيف واحداً منها، إذ يتقصّى تاريخية الشعور بالخوف في بلاد المغرب العربي الاسلامي خلال فترة العصر الوسيط من القرن الثالث وحتى التاسع الهجري.

يحاول هذا البحث رصد أصول أشكال الخوف المعنوية والمادية والأضرار المترتبة عنها لسكان بلاد المغرب على مدى ستة قرون.

يرى الكاتب أن أشكال الخوف في تلك الفترة، تنقسم إلى مستويين الخوف الماورائي، أي الخوف من الله ومن عذاب القبر ومن النار والشيطان والساحر والعرّاف.

أما المستوى الثاني فمرتبط بالخوف من أمور مادية والتشاؤم من عدّة إشارات، تربط الماورائي بالمادي، مثل الرعب من الأوبئة والأمراض والكوارث الطبيعية، وفوق كلّ ذلك ثمة الخوف والتطيّر من الآخر الغريب القريب والبعيد.

يعتبر لطيف أن ثمّة أصناف من خوف مستمر طالما جثمت على صدور أهل المغرب العربي، مازالت آثارها رازحة الى اليوم بسبب الخلط بين متطلّبات الحياة الاجتماعية من ناحية والأبعاد الروحانية والأمل في الخلاص الأخروي من ناحية أخرى.

ورغم أن لطيف يلتفت إلى جغرافيا محددة هي شمال أفريقيا في دراسته، لكن الدراسات المختلفة لظاهرة الخوف في العصور الوسطى، تكشف أن ثمة تقارب في ارتباط الخوف بالغيبيات والتشاؤم من ممارسات معينة، فسنجد في أوروبا في تلك الفترة الخوف من كسر المرآة ومن الرقم 13 ومن تناثر الملح.

ليس هذا فقط، بل إن فنون القرون الوسطى حاولت تجسيد المخاوف في أعمال مختلفة، من بينها رسومات المخطوطات التي تناولت موضوع الخوف والعادات والتقاليد وغيرها، وغالباً ما كان يظهر الخوف على شكل هيكل عظمي، في إشارة إلى ارتباط فعل معين بمصير قاتل، وقد استخدمت أشكال السلطة المختلفة هذا الخوف ووظفته لصالحها.

المساهمون