الجغرافي كريستان سينيوبو.. رسومات علمية مصوّرة

الجغرافي كريستان سينيوبو.. رسومات علمية مصوّرة

04 ابريل 2019
(من رسومات كريستان سينيوبو)
+ الخط -

خلال ما يقرب من خمسين عاماً قضاها في قلب حوض بحيرة تشاد، رسم الجغرافي الفرنسي كريستيان سينيوبو مجموعة كبيرة من الخرائط والرسومات التي جعلت الأرض التشادية مفهومة أكثر على صعيد العمارة والزراعة والثروة الحيوانية وصيد الأسماك والحياة البرية، ثم وصلت جهوده إلى الكاميرون وجمهورية إفريقيا الوسطى ونيجيريا.

تعتبر رسومات وخرائط سينيوبو خاصة في كتابه الأخير "عوالم منسية.. خرائط لأفريقيا"، مثالاً على تطور رسم الخرائط العلمية والتخطيطات التوضيحية، والتي سيحاضر عنها في "المعهد الفرنسي للآثار الشرقية"، في القاهرة عند السادسة من مساء الخميس، الثالث من الشهر الجاري.

فمنذ سبعينيات القرن العشرين، يميل تطوّر الرسم العلمي في العلوم الإنسانية إلى التحرّر، بحثاً عن جمالية لم يكن يُسمح بها عند رسامي الخرائط والرسومات الجغرافية والعديد من التخصصات الجيولوجية والأنثروبولوجية الأخرى، فقد كان الرسم في هذه المجالات يعيش بإمكانيات متقشفة، تقتضيها الأغراض العلمية كما كان يتصوّر الدارسون.

غير أن رسومات الجغرافي سينيوبو، المتخصّص في المناطق المدارية، والجيولوجي، تتجاوز أن تكون توضيحية أو علمية بكثير، فهي أقرب إلى أن تكون أعمالاً فنية قائمة بحد ذاتها، بعضها يجسد الأرض والطبيعة والمناظر الممتدة والحدود، كما أنه يرسم الحياة اليومية للناس، في السوق وفي المزارع.

للباحث والأكاديمي، الذي يعمل ويرسم منذ خمسة عقود، أيضاً رسومات لا تخلو من سخرية وجانب كاريكاتيري توثيثقي، إن جاز القول، مثل تلك التي يجسد فيها أفراداً ينتمون إلى بوكو حرام وهم يركبون دراجة نارية، لنلحظ أن الرسام يلتقط أصغر التفاصيل ويوثّقها بدقّة متناهية، ويرصد وسائل التنقل التي يتحرّكون فيها من ذلك رسوماته للقوارب الطويلة التقليدية التي يتنقل بها أفراد الجماعة عبر الأنهار.

وإن كان سينيوبو يمثّل العالم الجغرافي الرسام، الذي بنى ذاكرة توثيقية مع حوض بحيرة تشاد، ويبدو أنه يحفظ المنطقة عن ظهر قلب، فإن رسم الخرائط بالعموم هو بمثابة إعادة النظر في مناظر المكان الذي يوجد فيه المرء، وبناء علاقته مع المدينة والطريق، وقد تجلّت أهمية الخرائط للإنسان العادي خلال أزمة عبور اللاجئين إلى أوروبا بالطرق البرية في السنوات القليلة الماضية.

دلالات

المساهمون