"المخطوطات المهجّرة": من الأندلس إلى اليوم

"المخطوطات المهجّرة": من الأندلس إلى اليوم

03 ابريل 2019
(مكتبة جامعة الموصل بعد تدميرها على يد "داعش"، 2014)
+ الخط -

يشير الباحثون إلى وجود أعدادٍ هائلة المخطوطات العربية الموزّعة على أكثر من عشرين بلداً حول العالم، ولم يتمّ التعرّف على أماكن وجودها جميعاً، ناهيك عن تعرّض أضعاف هذا العدد للحرق والتدمير على يد الغزاة والمحتلين، أو بفعل العوامل الطبيعية.

يتطلّب هذا الإرث، في حال الوصول إلى فهرسته وجمعه وتوثيقه، وضع تصوّرات أوضح حول العديد من المحطّات التاريخية التي مرّ بها العالم الإسلامي على مدار مئات السنين، والوقوف على مجموع المعارف التي وضعها علماؤه وأثرها في حضارات عديدة.

"المخطوطات المهجّرة" عنوان الاحتفالية التي ينظّمها "معهد المخطوطات العربية" في "جامعة القاهرة"، اليوم وغداً، بمناسبة يوم المخطوط العربي الذي أقرّته "المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم" (الألكسو) في الرابع من نيسان/ أبريل من كلّ عام.

تجدر الإشارة إلى أن الجهود المبذولة في هذا السياق لا تتعدّى إقامة الندوات والمحاضرات، حيث نظّم المعهد العام الماضي فعاليات حول الأرشيف الفلسطيني لدى الاحتلال الصهيوني، ولا تزال الآمال باستعادة التراث "الأسير" والمهجّر" بعيدة المنال.

يعود المشاركون في الاحتفالية إلى "عملياتٍ ممنهجةٍ قام بها الآخر المتغلّب صاحبُ السلطة والنفوذ والمال، في حِقَبٍ متتاليةٍ قبلَ النهضةِ الأوروبية وبعدها، وحتى عصرنا الحديث، فقديماً نُهبت المكتبة الكبيرة في قرطبة، وبعدها هُجّرت المخطوطات من القدس ودمشق وحلب وطرابلس، عقب الحملة الصليبية، على مدى القرنين السادس والسابع الهجريين"، بحسب بيان المنظّمين.

يضيف البيان: "بعد الحربين العالميَّتين، انتقلت آلاف المخطوطات إلى مكتبات الغرب، وحظي الكيان الصهيوني بنصيبٍ وافرٍ منها، استلبه من مكتبات القدس ومساجده ومنازله العتيقة، وفي مطلع القرن الحادي والعشرين ظهرت تلك الحملات البربرية الداعشية على مكتبات المخطوطات في العراق، تستلبُ منها النصيب الأكبر، وتحرِّق القليلَ منها لتعمِّي على سرقتِها".

يتضمّن البرنامج ندوة تُقام عند السادسة من مساء بعد غد الخميس، تشتمل على ورقة بعنوان "عن الببليوغرافيا النقدية ومستقبل التراث" لأحمد الضبيب، و"التكامل المؤسسي في خدمة التراث" لمحمد السرار، كما يُعرض فيلم وثائقي عن المخطوطات المهجرة، إلى جانب معرض عن المخطوطات الخزائنية المهجرة، والمخطوطات المدنية المهجرة، وآخر بمثابة محاكاة فنية باللوحات للمخطوطات المهجرة، وثالث حول أدوات صناعة المخطوط العربي وحفظه، إضافة إلى عرض إصدارات المعهد.

المساهمون