"مؤتمر العلوم الإنسانية": سؤال المنهج بأكثر من صيغة

"مؤتمر العلوم الإنسانية": سؤال المنهج بأكثر من صيغة

23 مارس 2019
(من المؤتمر، تصوير: معتصم الناصر)
+ الخط -

انطلقت اليوم السبت، أعمال المؤتمر السنوي السابع للعلوم الاجتماعية والإنسانية، الذي ينظمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، بمقرّه في الدوحة ويستمر لثلاثة أيام، بمشاركة 72 باحثاً. ويجري في ختامه إعلان نتائج الجائزة العربية للعلوم الاجتماعية والإنسانية.

استهلّ المؤتمر أعماله بمحاضرة عامّة قدّمها الأستاذ في جامعة برينستون الأميركية، الأنثروبولوجي المغربي عبد الله حمّودي، في موضوع "سؤال المنهج في راهنيتنا: اجتهادات في تصوّر علوم اجتماعية وإنسانية عربية".

من أبرز ما أشار إليه حمّودي هو أن العلوم الاجتماعية في العالم العربي تقتبس من العلوم الأورو-أميركية، لكن يسكنها على الدوام هاجس الخروج من تلك التبعية، وهو ما تمثَّل في النداءات من أجل نزع الاستعمار في ميدان المعرفة، ومشاريع نقدية معروفة في البلاد العربية، أتى بعدها مشروع أكثر راديكالية، على إثر كتابات إدوارد سعيد حول الاستشراق بالخصوص.

وقد تمثّلت النقطة المحورية في مقاربة حمّودي لسؤال المنهج في ما أسماه "النقد المزدوج"، الذي لا يتمثّل في نقد المعرفة الأورو-أميركية فحسب، وإنما في الرجوع النقدي أيضاً، وبنفسٍ طويل، إلى مقارنة ونقد الموروثَيْن معاً، أي الموروث العربي الإسلامي والموروث الأورو-أميركي.

ومن الخلاصات الأساسية التي خرج بها المحاضر هي أن سؤال المنهج يوجد في دينامية البحث، وليس في الكتابات المنهجية فحسب. ففي تلك المساحة ما بين تجربة البحث وما هو كلام عن البحث ومناهج البحث في التدوينات المكتوبة، يوجد الفضاء الذي يتمظهر فيه المنهج أيضاً، ويُطرح فيه سؤال المنهج باستمرار.

عقب المحاضرة العامة، عُقدت الجلسة الأولى التي توزّعت على أربعة مسارات، قَدّم في أحدها الباحث التونسي فتحي إنقزّو ورقة بعنوان "الفهم والتفسير: مسائل المنهج وأصولها التأويلية في فلسفة ديلتاي"، فيما تناول الباحث الجزائري الزواوي بغوره موضوع "الفلسفة الاجتماعية: بحث في مفهومها ونظريتها وعلاقاتها".

وضمن مسار آخر، قدّم الباحث العراقي عبد الجبار الرفاعي، بحثاً تناول فيه "علم الكلام الجديد والمفهوم الجديد للوحي عند مفكري الإسلامِ في الهند"، وكان موضوع ورقة الباحث التونسي محمد بوهلال "الكلام الجديد ومخاضاتُ التأسيسِ".

كما قدّم عميد كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية في "معهد الدوحة للدراسات العليا"، عبد الوهاب الأفندي، ورقة بعنوان "عن السياسة والسياسي والنظرية: تأملات في السجال بين المنهج والنظرية في وظيفة العلوم السياسية"، بينما تناول أستاذ العلوم السياسية في جامعة الخرطوم، حسن الحاج علي، "القدرة على الاستدلال: إسهامات التحليل التتبعي في بحوث دراسات الحالة"، وتحدث أستاذ علم الاجتماع بالجامعة التونسية، محسن بوعزيزي، عن "المنهج والصدفة: مقاربة غير المتوقّع"، وحملت ورقة الأكاديمي الجزائري، عبد الحليم مهورباشة، عنوان "العلوم الاجتماعية من براديغم الفصل إلى براديغم التركيب: نحو طرح إبستيمولوجي بديل".

وتناول الأستاذ في جامعة كوينز بكندا، إيليا زريق "قضايا في تطور العلوم الاجتماعية والإنسانية في العالم العربي"، حيث أشار إلى ضرورة رعاية العلم الاجتماعي العربي والحفاظ عليه في مؤسسات مرنة قادرة على دعم البحث عن الحقيقة، بطريقة تحمي الفهم الموضوعي للواقع الاجتماعي، ومن خلال توظيف الوسائل الكافية المتمثلة في المنهجيات وأدوات التحري اللازمة.

يستأنف المؤتمر أعماله غداً الأحد بمحاضرة عامة يلقيها المدير العام لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات"، المفكر العربي عزمي بشارة، بعنوان "في أولوية الفهم على المنهج". ويختتم المؤتمر أعماله الإثنين بعد انعقاد الجلسة التاسعة.

المساهمون