"معمارية المكتبة": المنظور التاريخي والمعاصر

"معمارية المكتبة": المنظور التاريخي والمعاصر

21 مارس 2019
(ملصق الندوة)
+ الخط -

عند الحديث عن المكتبات في العصر العثماني، فلا بدّ من أن نأخذ في عين الاعتبار أمرين أساسين؛ الأول أننا نتناول أشكالاً مختلفة من المكتبات على رقعة واسعة متعدّدة الهويات تمتدّ بين آسيا الوسطى وخاقانية الأويغور إلى الأناضول والبلقان وبلاد الشام ومصر وشمال أفريقيا.

أما الأمر الثاني، فهو أن هذه الامبراطورية نفسها اختلف فيها حال المكتبات ما بين عصرها الذهبي وحتى ضعفها ثم سقوطها. وتبعاً لذلك اختلف الإنفاق على المكتبات وانتشارها وتغذيتها بالمزيد من الكتب والوثائق، كما اختلفت عمارتها بحسب المنطقة التي تقام فيها.

عن المكتبات التركية وعمارتها القديمة والحديثة والمعاصرة، يقيم "معهد إسطنبول للأبحاث" ندوة عند السادسة والنصف من مساء الخميس، تحت عنوان "معمارية المكتبة: المنظور التاريخي والمعاصر" يشترك فيها المعماري محمد كوتوكشوغلو ومؤرخ العمارة يوفو سيزار.

بالنسبة إلى سيزار صاحب كتاب "معمارية الببليوفيليا: المكتبات العثمانية في القرن الثامن عشر"، فإن المكتبات في هذه الحقبة قد اتخذت نوعاً جديداً من المباني، وسرعان ما اكتسبت مكانة كبيرة عند النخب العثمانية وظلّت عمارتها واحدة من أكثر الأمور التي تم تناولها بعناية على مدار القرن.

وحتى بدايات القرن التاسع عشر، تم بناء أكثر من عشرين مكتبة في إسطنبول، في ظلّ ظروف اجتماعية وثقافية مهّدت الطريق لحركة المكتبات هذه، إلى جانب ديناميات أثّرت على مجموعة متنوّعة من الصيغ المعمارية المطوّرة لهذه المباني.

صمّم العثمانيون بعض المكتبات المستلهمة من صورة المساجد والمزارات، وكان هذا الاقتباس المعماري الديني في المكتبة سبباً في زيادة تقديرها والنظر إليها كمكان شبه مقدس فهو يأخذ صورة الأمكنة المقدسة.

ومن المؤكد أن الطلب الواسع على إتاحة الكتب في مجموعة واسعة من المجالات، شكّل ركيزة دفعت باتجاه تأسيس المزيد من المكتبات، وبالتالي أصبح الطابع المعماري مختلفاً مع الوقت.

المساهمون