الهجرة يا رفيق

الهجرة يا رفيق

19 مارس 2019
مجد الحناوي/ سورية
+ الخط -

يوتوبيانا نحن عرب الألفية الثالثة؟
الهجرة. الهجرة يا أخ. الهجرة، شرعية تكن أو لا. فالحاضر سقط من بين أيدينا، والمستقبل.
الهجرة. الهجرة يا رفيق. شرعية تكن أو لا شرعية. فالحاضر سقط من بين أيدينا.. إلخ.
المهم أن نهرب. المهم أن نترك بلادنا وراءنا، كالطريحة، ونولّي الأدبار.

وأنا، سبحان مغيّر التاريخ، أستطيع أن أفهم وأتفهّم ذلك ـ الآن ـ بمفهوم واسع جداً مثل قصة تحدث في الماضي.

الهجرة يا أخ.
الهجرة يا رفيق.

إن رمادية نفسنا البشرية لا يمكن إلا للمنفى الأوروبي، أن يطليها باللونين الأبيض والوردي.
ودعْك الآن من خيبة توقعاتنا، بعد الوصول. فهذه مسألة أخرى، يمكن احتمالها تدريجياً، والتكيّف معها.

بل يمكن أن ننساها بعد وقت ما، لنبدو راضين موفقين، مثل مواطني البلد أنفسهم.
نعم. الهجرة. الهجرة يا أخ ويا رفيق. ولندع للمنفى أن يشكل مصيرنا على هواه، فهو لا غرو أرحم من الحاكم العربي، وأذوق بما يقاس وما لا يُقاس.
أفكر في كل ما سبق، وتدمع عيناي على أحلام كنّا تشبثنا بها كخشبة الغريق.

أحلام رافقت بدايات وأواسط العمر، حتى جاء الربيع العربي، ليكشف أن ما أمامه هو الخريف فقط، والمزيد من الخريف.

ثم تنازعني نفسي بالرثاء، فأشكمها: كلا، لقد عاش جيلُنا مُرَّهُ الجزيل وحلوَه القليل، وقد حاولنا.
أما الرثاء المستحَق فهو لأطفال وشباب اليوم، وما يليهم من حلقات.
إنهم معدومو الأمل، في أفق منغلِق.

المساهمون