قادر عطية.. ما بعد الاستعمار في "متحف الشعور"

قادر عطية.. ما بعد الاستعمار في "متحف الشعور"

08 فبراير 2019
(من المعرض)
+ الخط -
يتناول الفنان الجزائري الفرنسي قادر عطية (1970) في معظم أعماله مشكلات راهنة من خلال استخدامه وسائط فنية متعددة بما في ذلك التصوير والفيديو والنحت والرسم والأعمال التركيبية، ومنها هيمنة ثقافة المستعمِر على مجتمعات العالم الثالث واللجوء والمهاجرين في أوروبا.

"متحف الشعور" عنوان معرضه الجديد الذي يُفتتح في "غاليري هيوارد" في لندن عند السابعة من مساء الأربعاء المقبل، الثالث عشر من الشهر الجاري، والذي يتواصل حتى السادس من أيار/ مايو المقبل.

تستكشف الأعمال المعروضة بطريقة ابتكارية الطرق التي يستمر بها الاستعمار في تشكيل كيفية تمثيل المجتمعات الغربية والتعامل مع الثقافات غير الغربية، عبر اشتغاله على مفهوم صدمة الفرد وصدمة المجتمع في محاولة لفهم الجوانب النفسية والعاطفية لدى المستعمَر ومن هنا جاءت تسمية المعرض.

يقدّم الفنان في تجربته الجديدة منحوتات وأعمال تركيبية ورسومات وفيديو آرت وصوراً فوتوغرافية ضمن محاولات بحثه حول أنظمة التحكّم الحديثة في الغرب التي تسعى إلى تحديد كل شيء وخلق تصور حوله لما يتوافق مع رؤيتها المسبقة تجاه العالم بدءاً من الموسيقي التقليدية إلى تصميم المسكن العصري.

لا يقدّم عطية نفسه بوصفه فناناً بل بوصفه باحثاً فنياً يسعى إلى تقديم الرؤى الفلسفية بتحويل النظرية إلى إنشاء فني، إلى تشكيل وتجهيز، ولهذا فأعماله تعكس عروضاً متحركة ضمن بعد درامي أو حكاية متسلسلة تشير إلى ذلك العنف الذي يُمارس على الإنسان بمستوياته متعدّدة؛ مادية ورمزية.

يقارب المعرض تاريخ الكولونيالية التي تسبّبت بتصدّع الهوية لدى شعوب وأفراد كثيرين، وأحدث اضطرابات وتناقضات لا يزال أثرها إلى اليوم حاضراً ومتفاعلاً في التعامل مع جميع مجالات الحياة، وبالضرورة في خلق هذا التداخل في النظر إلى الذات والآخر والمتغيرات من حولهما.

تؤسس هذه الخلفية إلى فكرة محورية يشتغل عليها وتدور حول حالة الاستقطاب الدائمة بين المستعمِر والمستعمَر وكأن استقلال الثاني عن الأول لم ينه تلك الحالة بل إنه يعيد إنتاجها على الدوام بأشكال متعدّدة ومختلفة.

يُذكر أن عطية أقام العديد من المعارض في فرانكفورت ولوزان وباريس وفيينا ونيويورك وبرلين وبيروت ومكسيكو سيتي، إضافة إلى الجزائر.

دلالات

المساهمون