كامل والبناني ومصطفى.. رواد الانطباعية المصرية

كامل والبناني ومصطفى.. رواد الانطباعية المصرية

04 فبراير 2019
(يوسف كامل، من المعرض)
+ الخط -
تنظّم في الفترة الأخيرة العديد من المعارض الاستعادية لفنانين مصريين بدؤوا في تقديم تجاربهم منذ مطلع القرن الماضي وحتى منتصفه، قد لا يبدو بعضها بمستوى فني وجمالي مميز لكنها تضيء على محطّات من تاريخ الفن المعاصر في مصر.

في هذا السياق، يُفتتح عند السابعة من مساء اليوم الأحد في"غاليري ليوان" في القاهرة معرض لثلاثة من رواد الفن التشكيلي المصري، هم يوسف كامل (1891 – 1973)، وحسني البناني (1912 – 1988)، وكامل مصطفى (1917 – 1982)، ويتواصل حتى السابع من الشهر المقبل.

يعدّ كامل من بين أوائل الطلاب الذين التحقوا بـ"مدرسة الفنون الجميلة" في القاهرة عام 1908 إلى جانب محمود مختار (1891- 1934) وراغب عياد (1892- 1982) وآخرين، واشترك مع خريجي الدفعة الأولى من المدرسة في معرض جماعي أقيم عام 1911، وباشر عمله مدرّساً للفن في العام الذي يليه.

حسني البناني، من المعرضفي عام1925، حصل على منحة دراسية لمتابعة تعليمه في "الأكاديمية الملكية للفنون الجميلة" في روما، ودرس على يد الرسام الإيطالي الشهير أمبرتو كورومالدي (1870 ـ 1948)، حيث تخصّص في فن عصر النهضة، وعاد إلى بلاده ليرسم بعدها عشرات اللوحات التي تمثّل القاهرة في القرون الوسطى.

ينتمي كامل إلى المدرسة الانطباعية وتناول في أعماله التي نفّذها بالألوان الزيتية العديد من المناظر الطبيعية والبورتريهات، كما رسم العديد من الشخصيات التي تعيش في الهامش سواء في الريف أو الأحياء العمالية في القاهرة، والتي تُعرض نماذج مختارة منها في المعرض.

من جهته، تخرّج البناني من "مدرسة الفنون الجميلة العليا" عام 1937 والتحق بـ "أكاديمية الفنون الجميلة" في روما لإكمال دراسته، واختار أيضاً الانطباعية مذهباً فنياً بحكم ملاصقته ليوسف كامل إضافة إلى نزوعه نحو بناء لوحته بعيداً عن الزخرفة البصرية حيث انصرف اهتمامه على مساقط الضوء والموضوعات التي تناولها.كامل مصطفى، من المعرض

قام بتصميم وتنفيذ العديد من الجدرايات في مقرّ هيئة قناة السويس ومحطة سكة الحديد في مدينة بورسعيد، ومبنى مجمع المحاكم ومبنى سنترال الأوبرا في القاهرة، وشكّلت مناظر الريف المصري الموضوع الأثير بالنسبة إليه.

على خطى كامل والبناني، درس مصطفى بين القاهرة وروما وتأثّر بأسلوبهما حيث درس على يد الأول وتزامل مع الثاني، وكان رواد المدرسة الانطباعية هم الأكثر بروزاً في تلك المرحلة والذين حاولوا تقديم مشاهد الطبيعة والبورتريهات بنكهة مصرية.

حافظ مصطفى على خصوصية تتعلّق برسمه أجواء البحر والصيادين في مدينته الإسكندرية، إضافة إلى تناوله لمحطات بارزة في التاريخ المصري في أعمال لا تزال تُعرض في العديد من المتاحف في مصر والخارج، وتباع لوحاته اليوم بأثمان عالية في المزادات العالمية.

المساهمون