ندوة "عمران": عند إشكالية الحريات الفردية

ندوة "عمران": عند إشكالية الحريات الفردية

28 فبراير 2019
أسامة الطرودي/ تونس
+ الخط -
في تموز/ يوليو 2012، صدر عن "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" العدد الأول من مجلة "عمران"، وكان الهدف من إطلاقها ملء فراغ واضح في المشهد المعرفي العربي، حيث تغيب المجلات المحكّمة ذات الإشعاع العربي في العلوم الإجتماعية.

في "دار الكتب الوطنية" في تونس العاصمة، تعقد المجلة ندوتها السنوية الأولى التي تنطلق غداً وتستمر ليومين. ندوة سيكون موضوعها "إشكالية الحريات الفردية والفردانية الاجتماعية في المجتمعات العربية" بمشاركة باحثين من تونس والجزائر ولبنان واليمن وسورية والعراق.

في حديث إلى "العربي الجديد"، يقول رئيس تحرير "عمران"، مولدي الأحمر، إن هذه الندوة تندرج ضمن "مجموعة الأهداف التي تسعى دورية عمران إلى تحقيقها، أهمّها المساهمة بجدية في تطوير البحث في حقل العلوم الاجتماعية العربية، وتشجيع المقاربات النقدية -في النظرية والمنهج- التي تضع القناعات الثقافية والمعرفية المتداولة موضع سؤال وتفكير؛ وطرح القضايا الاجتماعية والمعرفية الأكثر راهنية وتأثيراً في مجتمعاتنا، ورفع المستوى العلمي للكتابة في العلوم الاجتماعية باللغة العربية".

وحول موضوع الندوة التي تنطلق غداً، يقول: "تتناول الندوة موضوع الحريات والحقوق الفردية، والذي أعطته أحداث "الربيع العربي" وهجاً خاصاً، وإليه تدخل "عمران" من باب سوسيولوجي يتعلق بالتحوّلات التي عرفتها مجتمعاتنا، والتفكك النسبي الذي أحدثته هذه التحولات في نسيج الأطر التقليدية التي كانت تحد من حرية الأفراد وحقوقهم الخاصة، والنقد والجدال في شرعية ووظيفية الأعراف والشرائع والقوانين والمعايير التي بُنيت عليها العلاقات الاجتماعية داخل تلك الأطر. والمثال الصارخ لهذه التحولات هو الجدل الصاخب حالياً في عدة بلدان عربية بشأن الحريات الفردية والمساواة بين الرجل والمرأة".

وحول تقييمه لما أنجزته المجلة بعد قرابة ست سنوات من إطلاقها، يضيف الأحمر: "أعتقد أن المجلة في تقدّم مطرد، وفي الفترة الأخيرة بنسق متسارع لأن التراكم أعطى مفعوله. كل فريق يأتي على رأس المجلة يبني ويُكمل بتواضع ما أسهم في بنائه السابقون. لذلك تحظى المجلة باحترام كبير في الجامعات العربية، وقد أصبحت اليوم مجلة أكاديمية معتمدة في كامل العالم العربي".

يضيف: "يمكن القول بأن هناك قيمة مضافة قدّمتها المجلة للساحة الفكرية العربية. فكثير من أعدادها أصبح أدوات عمل للطلبة والباحثين، وخاصة الأعداد التي تناولت مواضيع المعرفة الكولونيالية والقبيلة والمدينة والدراسات النسوية وغيرها. وهناك أعداد قادمة مهمة حول التحولات الاجتماعية في الخليج العربي، وقضايا المنهج، وموضوع هذه الندوة في حد ذاته، وحول اللاجئين. أضف إلى ذلك المجهود الذي تقوم به المجلة في مجال الترجمة المختارة والوظيفية بالنسبة لقرائها".

من جانب آخر، يشير محدّثنا إلى أن "أساس نجاح المجلة هو كتّابها وقراؤها. فلو لم يثق الكتّاب في مهنيتها وجديتها واحتفائها بالبحوث عالية القيمة لما نشر فيها كبار الباحثين العرب أعمالهم. ولكني يمكنني القول، بوصفي رئيس تحرير المجلة في الوقت الحاضر، أن العمل التحكيمي والتحريري في المجلة فتح لي نافذة أطل منها على مستوى الكتابات السوسيولوجية والأنثروبولوجية في الجامعات العربية. وهنا، ينبغي أن أعترف بأنها تعاني من مشاكل كثيرة، أخطرها على المستوى المنهجي. ولكننا في عمران شديدو الحساسية لكتابات الشبان التي فيها جدّة، حتى وإن كانت الصياغة تحتاج إلى كثير من المراجعة، يحدث أن نرافق من قريب شباناً كانت صياغاتهم لأبحاثهم مشوهة منهجياً وأسلوبياً، وتحوّلت شيئاً فشيئاً إلى أوراق علمية ممتازة".

يضيف: "أما على مستوى قبول القراء للمجلة من باحثات وباحثين، فهناك تفاعل إيجابي مع المجلة. ولكننا نعرف حدود ما وصلنا إليه، فقياساً بالمجلات العلمية العالمية مازال أمامنا الكثير".

المساهمون